في أي خانة يضع محمد زيان نفسه ؟ أفي خانة المحامي ؟ أم في خانة السياسي ؟ أم في خانة الثائر؟
الواقع أنه يتأرجح بين هذا وذاك٠ فعندما يريد أن يكون محاميا يميل الى مجال حقوق الانسان ، عله يكسب رصيدا شعبيا لم تحققه له السياسة ٠ وعندما يختار أن يكون سياسيا سرعان ما يدرك أنه فشل في مختلف مراحل حياته السياسية لان نشاطه لم يكن مبنيا على القيم الوطنية الصادقة ٠ وعندما يقحم نفسه في موضع الثائر ينزلق نحو العدمية لكونه لا يخضع أقواله للمنطق السليم ، ولا يتبين له اَي الطريق يسلك ، ويذهب إلى حد التنكرلرموز وطنه ٠
فهذا الرجل المتأرجح بين هذا وذاك دأب منذ بضع سنوات ةوما يزال على طرح أسئلة ملغومة تشكك في ذمة الناس وتوجه اليهم التهم المجانية بشأن تدبيرمؤسسات الدولة ، متجاهلا وجود قوانين ونظم وأعراف تتحكم في الشؤون العامة ، وهو بذلك يفتح شهية كثير من الزنادقة فيذهب هؤلاء في زندقتهم الى حدود لا يراعون فيها أخلاق الأمة وقيمها ، ويبرهنون عن عقوقهم لوطنهم وعن جهلهم أيضا ، هدفهم تخريب الثقة في حظيرة المجتمع وتحطيم معنويات من أوكل اليهم تدبيرالشؤون العامة ٠ وان أخطر ما في الأمرأن يتعمد أشخاص انعدم لديهم الشعور بالمسؤولية تقديم ما يمكن اعتباره حطبا لعله يجد من يشعل فيه النارفي هذا البلد الأمين ، وأعني بذلك نار الحقد والبغض بين المواطنين وتأليب الناس ضد الدولة ، ويشحنون الأشخاص غير المحصنين بالمعرفة لتحويلهم الى غوغاء يرددون ما يسمعون من كلام بذئ.
وأنه لمن العار أن يتصدر هذه الحملة رجل المفروض فيه أنه لا يجهل القوانين والأنظمة ويطرح أسئلة ملغومة حول سير مؤسسات الدول كأن يردد مثلا : ( أين أموال الفوسفاط ؟ ) ، وهو وغيره يشهدون المنجزات ، وأستطيع أن أقول المعجزات ، التي تحققت في ميدان تدبير شؤون الفوسفاط ٠
وإذن ماذا يستهدف محمد زيان والزنادقة الذين يحذون حذوه ؟ الواقع أنهم فقدوا كل مميزات الضمير الحي ، وهم لا يتورعون عن الطعن في من أوكل اليهم تسييرمؤسسات الدولة ، وكأن الناس في هذا البلد لا ضمير لهم ، أو كأن الوطن لا يوجد فيه سوى اللصوص ومن يتواطأ معهم ، وكأن الأمانة انعدمت في هذا الوطن ، وكأن المؤسسات لا تحكمها القوانين والأنظمة ولا تخضع للتفتيش والمراقبة ٠
على محمد زيان أن يشعر بخطورة حملاته المسعورة
إن محمد زيان ، وهو يوجه الاتهامات طولا وعرضا ويطرح الأسئلة الملغومة ، كثيرا ما يكون في حالة هستيرية تحمل على الاعتقاد بأنه يتناول المنشطات ، ان لم نقل المخدرات التي تجعل المرء يذهب في جرأته وتكالبه الى حد ينعدم فيه الشعور بالمسؤولية وبخطورة ما يمكن أن ينتج عن حملاته المسعورة ٠
إنني وأنا صادق في شعوري بالمسؤولية التي تمليها علي وطنيتي ونضالي وسني المتقدمة ، أرى بأن الواجب يفرض التصدي لمثل هذا الرجل المطعون في تاريخه ويحاول تلميعه بالدفاع عن حقوق الانسان ، ويفرض أيضا التصدي لكل من يحذو حذوه ، لأن ما يقومون به يستهدف استقرارالبلاد وآمنها ٠ وأن ما يعززالشكوك في الرجل هوأنه مهد لحملته المسعورة المتجددة أول الأمر ، بتقديم الراية التي استعملت خلال الحرب ضد المستعمر الإسباني في شمال المملكة ، على انها الراية التي يجب اعتمادها تمهيدا للطعن في الراية الوطنية ، بل إنه طعن فيها بالفعل دون أن يخجل أو يرف له جفن في أحقية رايتنا الحمراء بنجمتها الخماسية الخضراء في أن تكون رمزا للدولة المغربية ، علما بأنها تكتسي صبغة شرعية ورسمية وقانونية ، بالإضافة الى أنها تحظى نإجماع الشعب المغربي الذي ظل وما يزال رافعا لها في المعالي طوال تاريخك المعاصر، أي منذ أكثرمن قرن من الزمن.
أقوال محمد زيان وتساؤلاته مدعاة للتشكيك في نواياه
أفلا تكون أقوال محمد زيان وتساؤلاته مدعاة للتشكيك في نواياه ، وهو القادر بصفته محاميا على الوصول الى المعلومات التي تنيرله السبيل لتلمس حقيقة الأشياء ، سواء ما يتعلق بمؤسسة الفوسفاط أو أية مؤسسة عمومية ٠ فلو كان صادقا حقا لحرك قرص غوغل لمعرفة مآل أموال الفوسفاط وغيرها من عائدات المناجم التي يتحدث عنها ٠ فمواقع المكتب الشريف للفوسفاط تطلع اَي باحث على هذه المقاولة العمومية العملاقة وعلى مسيرتها وإشعاعها الدولي وما تقوم به داخل المغرب وخارجه ٠ وفي استطاعتي أن أقول إن ما حققته مؤسسة الفوسفاط بفروعها وشراكاتها في مختلف أنحاء العالم يعد من قبيل المعجزات ٠ فمن الانطلاقة المتواضعة وذات النظرة البعيدة والواعدة التي عايشتها والتي بدأت بمبادرة من ذلك الزعيم الاتحادي الكبير المرحوم عبد الرحيم بوعبيد والفريق الذي إشتغل معه في أواخر الخمسينات من القرن الماضي ، ألى أن أصبحت بلادنا تتوفر اليوم على أكبر مركب كيماوي للسماد والمخصبات في العالم ، ينتج سنويا اثني عشرمليون طن من المخصبات الزراعية ، الربع منها يسوق في القارة الافريقية التي تشكو وتعاني من أزمة الغذاء ٠ أفلا يحق للمغرب أن يفتخربمؤسسته الفوسفاطية التي حققت ذلك ؟
وبعد ، لا يخامرني أي شك في أن الدولة وقيادتها محصنة بثقة الشعب ، وأستطيع أن أقول جازما بأنه لن تنجح المحاولات اليائسة لتأليب الناس ضد مؤسسات الدولة عن طريق تحويل الجماهير الى غوغاء ليرددوا الكلام البذئ ٠ ذلك هو إيماني الذي يدفعني اليوم الى التصدي بقلمي لمن تسول لهم أنفسهم الشريرة بث البغضاء في صفوف شعبنا وتأليب الناس والتلاعب بمصير الوطن بدعوى الغيرة على مصالحه ؟.
عبد السلام البوسرغيني