الدكتور الشليح..هكذا عرفت الاعلامي الرائد الماهد “البوسرغيني”
كتب الدكتور مصطفى الشليح على صفحته في الفيسبوك، مستهلا بشهادته في رجل إعلامي من طينة رجالات الصحافة والاعلام الكبار بمغربنا، وناشرا تعقيبا لهذا الاعلامي الكبير مولاي عبدالسلام البوسرغيني على قصيدة له كان نظمها الدكتور الشاعر الشليح فيما سلف…وننشر هذه الشهادة كما توصل بها “الحدث الافريقي”، والقصيدة موضوع التعقيب، إذ يقول الدكتور مصطفى الشليح..
“ما عرفت الرجل إلا متصدرا. ما عرفته إلا دأبا إعلاميا، وإلا أدبا تنويريا في الكتابة المسترسلة قراءة حدث، وإحداثا قرائيا استشرافيا لمستحدث توقعي، وفق تأمل مقدماتي مؤطر بتلق نسقي، ومبلور إلى انتباه تركيبي متأت من إماطة عن كائن، وعن إحاطة بما قبل وبعد الكائن، في ضوء ثقافة وسعت أدبا وفكرا وفلسفة وعلوم سياسة، وما يتصل بها من مدارك ومستدركات.
هكذا عرفته. هكذا عرفت مولاي عبد السلام البوسرغيني، ما نيف على خمسة عقود. هكذا عرفته معرفة لا يعدو بسطها إلا غيضا من فيض، وإلا فالكلام تجاذبه كلام لعل له مقاما ثانيا للإفاضة برياضة استغراقية في الإلمام بمشتمل العقود الخمسة المذكورة.
هكذا عرفت الأستاذ الإعلامي الرائد الماهد مولاي عبد السلام البوسرغيني الذي تلطف بالتعقيب الآتي على قصيدة لي؛ وإذ أعيد نشرها فلتهدى إلى أخوته محبة وتقديرا.
كتب: مولاي عبد السلام البوسرغيني:
( أفق يا أبن زيدون لتسمع ما يضاهيك من أبلغ القول ،
وحاول أن تبعث من قبرك لترفع القبعة تقديرا لمن أسمعك شعرا يسمو للعلا ويزلزل أقدام فطاحل شعراء العرب ليقول لهم : هنا في المغرب نمتلك شاعرا يضاهيكم. )
وكانت القصيدة:
قلْ لي: أحِبُّكِ .. فالدُّنيا ومـا فيهَـا = تَرفُّ لي .. حينَ تُهديني مَرافيهَـا
أبحَرتُ في بُحَّةِ الأشواق لسـتُ أرى = إلاكَ مَوجًا .. فأنَّى لي مَنافيهَـا ؟
أبحَرتُ فيَّ .. كَأنِّي لسـتُ أحمِلُنـي = إلى المَتاهَةِ .. تَذروني سَوافيهَا
وقلـتُ لـي: لمَـنِ الدُّنيـا ولثغتُهـا = إذا أنـا أقتفينـي .. فـي خَوافيهَـا
إذا أنـا أختفِـي عنِّـي لأعرفَـنـي = في مُقلتيكَ ؟ لكَ الدُّنيا .. وما فيهَـا
.
قلْ لي: أحِبُّكِ .. أرسمْ للشَّذا قَمـرًا = لا شَـيءَ يُشبهُه تيهـًا وتَنزيـهَـا
إذا رسَمتُ لـه ثغـرًا همـى وتَـرًا = على الأقاصي وهامَ اللَّونُ تَمويهَـا
وإنْ هَممتُ بـه سحـرًا دنـا خَفـرًا = كَـأنَّ، فـي خَطـوه للسِّـرِّ، تَنبيهَـا
وإنْ تَبسَّـمَ لـي مَـوَّالُـه خَــدَرًا = أخفى الزَّمـانُ استعـاراتٍ وتَشبيهَـا
كَأنَّنِـي لا أنـا عُمْـرًا مَحـا شَـذرًا = إذا كَتبـتُ الشَّـذا.. بالعُمْـر تَنويهَـا
.قلْ لي: أحِبُّكِ .. إنَّ العُمرَ مُنسحِـبٌ = منِّـي إليـكَ فَـراشـاتٍ تُناديـهَـا
طَارتْ إليـكَ كَأنِّـي لسـتُ أقطفُهـا = مِـنَ الحَديقـةٍ وردًا كَـيْ أهاديـهَـا
كَأنَّني وحديَ العِطـرُ الـذي سكَبـتْ = بَينَ القَصائدِ .. إمَّا الحُـبُّ حاديهَا
يَدي أضمُّ بهـا قلبـي إلـى سَفَـري = كَأنَّنـي ضِلَّـةٌ .. لا كَـانَ هاديهَـا
نَاديتُ ظلِّـيَ: هَـاتِ اللَّيـلَ أذرعُـه = حتَّى أراكَ أنـا .. رؤيـا تُصاديهَـا
.
قلْ لي: أحِبُّـكِ .. أوراقِـي مُبعثَـرةٌ = وللخَريـفِ عُيـونٌ فـي حَواشيهَـا
قرأتُ فيهـا انهيـاري طـيَّ قَافيـةٍ = أرقتُ فيهـا كَأنِّـي مِنْ غواشيهَـا
وكُنـتُ أذكُـرُ أنِّـي لا أزالُ هُـنـا = حتَّـى تَنكَّـرَ لـي بالطَّـيِّ غاشيهَـا
أخشَـى عَلَـيَّ إذا أوراقِـيَ اختلفَـتْ = إليَّ تَسألُنـي .. والدَّمعُ واشيهَـا
أمِـنْ تَبعثُـرهَـا ليـلـي بأنجُـمِـه = أمْ لملمَ الورقَ السَّاجـي نَجاشيهَـا ؟
.
قلْ لي: أحِبُّكِ .. تُمطرْ غَيمةٌ جـذلا = فالرَّوضُ أورقَ حلمـًا في مآقيهَـا
ماءُ الهَـوى خِلسـةٌ ريَّـا مَواسمُهـا = إذا تَصَاعَـدُ .. بالسُّقيـا مَراقيـهَـا
أعطو إليهـا، حَبيبِـي، ثُـمَّ أرشفُهـا = كَأنَّنـي سلسَبيـلٌ فــي تَلاقيـهَـا
أسطو عليها، بكُـلِّ الحُـبِّ، أقطفُهـا = وأمَّحِي في الثَّنايـا مـنْ سَواقيهَـا
قلبي عليَّ، حَبيبِـي، حيـنَ أعرفُهـا = ولستُ أعـرفُ طيفـًا مِـنْ بَواقيهَـا
قلْ لي: أحِبُّكِ .. مَفتُـونٌ بأخبيَتِـي = ضَـلَّ الخُطـى .. وأظلتْـه لياليهَـا
واللَّيلُ لي .. كلَّمـا خيـلٌ بنافذتِـي = تَحُـطُّ فَـوقَ يـدي منهـا أماليهَـا
تَخطُّ بي رحلةَ المُشتـاق فـي لغَتِـي = حتَّى أخيـطَ لها شَمسـًا تُواليهَـا
شَمسٌ تَميلُ برَقـراقٍ علـى شَفتِـي = حتَّى أميلَ بدُنيـا .. مِـنْ مَجاليهَـا
والشَّمسُ لي يا حَبيبِي حيثُ أشرعَتِي = والبَحرُ لي نَجمةٌ مالتْ أعاليهَا
.
قلْ لي: أحِبُّكِ .. يَطو المُنتهى بيَـدِي = كُلَّ المَسافـاتِ إمَّا أنتَ تَطويهَـا
أروي الحِكَاياتِ. إنِّي شَهرزادُ غَـدِي = سَأرتوي منْكَ شعرًا حينَ أرويهَا
وسَوفَ أُغويكَ بالرُّؤيا إلـى بَـرَدي = لكَيْ تَغيبَ حُضورًا .. ثُـمَّ أُغويهَـا
وسَوفَ آوي بكُلِّ الحُبِّ فـي مَـدَدِي = إلـى جُنونِـي حِكَايـاتٍ لتأويهَـا
فهلْ تُؤولُ لي رُؤيـايَ يـا رَشَـدِي = أنا .. ويا ضِلَّتي .. أمْ كُنتَ تُذويهَا ؟
.
قلْ لي: أحِبُّكِ .. فالدُّنيَا ومـا فيهـا = إليكَ أنـتَ .. وللدُّنيَـا سَتُهديهَـا ..”
لا علاقة للصورة التي نشرتموها بالأستاذ الدكتور الشاعر مصطفى الشليح. صورته الحقيقية متبقة على غلاف ديوانه ” ألف رباعية.. و رباعية”.
في موضوع الأستاذ عبد السلام البؤسرغيني
لا علاقة للصورة التي نشرتموها بالأستاذ الدكتور الشاعر مصطفى الشليح. صورته الحقيقية متبثة على غلاف ديوانه ” ألف رباعية.. و رباعية”.
شكرا لملاحظتك سيدي، تم تغيير الصورة التي نشرت خطآ