شهد المغرب جفافا كبيرا خلال الأعوام الخمسة الماضية، وهو الأمر الذي أثر بشكل ملحوظ على حقينة أغلب السدود وتسبب في تراجع حجم إنتاج مجموعة من المواد الفلاحية.
ولا زال المغرب يشهد ضعفا ملحوظا في التساقطات المطرية إلى حدود شهر نونبر الجاري، الأمر الذي ينذر بموسم فلاحي صعب هذا العام أيضا.
ودق حقوقيون وناشطون في مجال البيئة ناقوس الخطر في خضم هذا الوضع، وطالبوا المسؤولين باتخاذ إجراءات استباقية لتدبير الموارد المائية بالمملكة، والاستجابة بطريقة عاجلة لشح المياه، كما دعوا إلى ضرورة “عقلنة الموارد بحكامة جيدة وابتكار حلول مستدامة”.
وشدد هؤلاء على ضرورة استخلاص العبرة من الظروف القاسية التي تعيشها المملكة من أجل تغيير التصرفات التي تدمر البيئة، داعين إلى تكثيف الجهود وتنسيقها بين المواطن والحكومة بهدف الحفاظ على الموارد المتاحة وتفعيل البرامج الرامية إلى حماية البيئة والحفاظ عليها.
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن المغرب يشهد عاما هو الأكثر جفافا منذ 40 عاما، وذلك بسبب التغيرات المناخية وندرة التساقطات المطرية.
وأكدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها، أن الأشهر الـ 12 المنتهية وإلى حدود غشت 2022 كانت الأكثر جفافا في المغرب، على الأقل منذ 40 عاما.
وأشارت المنظمة في تقريرها السنوي حول “التغيرات المناخية لعام 2022″، إلى أن الجفاف طال هذا العام أجزاء كثيرة من العالم، منبهة إلى أن تركيزات الغازات الدفيئة الرئيسية لثاني أكسيد الكربون والميثان والنيتروز أكسيد بلغت مستويات قياسية.
وأكد التقرير أن “الزيادة السنوية في تركيز الميثان عرفت أعلى مستوى لها”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر مهم بشكل خاص بالنظر إلى أن الميثان أقوى 25 مرة من ثاني أكسيد الكربون في حبس الحرارة في الغلاف الجوي”.