المغرب يبصم على احتياطيات ضخمة في اكتشافات الغاز
نجح المغرب في حفر 67 بئرًا خلال المدة الزمنية من عام (2000) حتى 2022، احتوى 40 منها على كميات من الغاز الطبيعي. وتتركّز اكتشافات الغاز بمنطقتين للإنتاج هما حوض الغرب وحوض الصويرة (مسكالة)، ومنطقة حوض تندرارة، وفقًا للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن.
وشهد حوض الغرب نشاط بحث واستكشاف مكثفيْن أدى إلى العثور على العديد من الآبار، وهو الحوض الذي تتوزع حصته بين شركة “إس دي إكس” البريطانية بنسبة 75%، والمغرب بنسبة 25%.
وحُفر في حوض الغرب خلال الأعوام الـ5 الأخيرة نحو 22 بئرًا أدت إلى 16 اكتشافًا للغاز الطبيعي، وربطت البلاد 14 بئرًا منها بشبكة أنابيب نقل الغاز الموجودة في المنطقة.
ورغم أن اكتشافات الغاز بتلك المنطقة متواضعة، فإن الحكومة تؤكد أن استغلالها يُعد مربحًا، نظرًا إلى سهولة الوصول إليها عن طريق الحفر. بينما يقع في حوض الصويرة حقل “مسكالة”، الذي تصفه البلاد بأنه من أهم اكتشافات الغاز في المغرب حتى الآن، وحفر في الحوض نحو 11 بئرًا عُثر فيها على غاز مصحوب بالمكثفات، وينتج حقل مسكالة نحو 30 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و3 آلاف و500 طن من المكثفات.
وبدأت في عام 2016 شركة ساوند إنرجي الحفر في حقل تندرارة الذي شهد حفر 5 آبار حتى الآن، وتوصلت البلاد إلى اكتشافين للغاز الطبيعي في حقل تندرارة، ما دفع المغرب إلى إصدار رخصة الاستغلال عام 2018. وشهدت المنطقة البحرية لطرفاية أكادير -وفق الحكومة المغربية- حفر 7 آبار، تقع 3 آبار منها في المياه غير العميقة، كما شهدت المياه العميقة حفر 4 آبار كشفت 3 منها عن مؤشرات البترول والغاز.
وتتواصل اكتشافات الغاز في المغرب خلال 2022 بدافع شركات النفط الأجنبية العاملة في البلاد، ما يفتح آمالًا في السعي نحو تحقيق المزيد من الاكتشافات.
وأتى إعلان التوصل إلى اكتشافات الغاز المغربية، بعد نشوب أزمة دبلوماسية بين المغرب والجزائر أواخر 2021 أدت إلى قطع العلاقات بينهما ووقف أنبوب “المغرب العربي وأوروبا” الذي يمر عبر الأراضي المغربية ويُستخدم في تصدير الغاز الجزائري إلى القارة العجوز، وكذلك يحصل من خلاله المغرب على جزء كبير من احتياجاته من الغاز.
ويعوّل المغرب على اكتشافات الغاز في توفير جزء من احتياجاته وتقليل استيراده من ذلك الوقود الأحفوري مع استخدام جزء منه في التصدير للخارج، بينما استقرت احتياطيات المغرب من الغاز الطبيعي بنهاية العام الماضي عند 51 مليار قدم مكعبة يوميًا، وهو الرقم المسجل في 2020، نقلًا عن بيانات أويل آند غاز لاحتياطيات الغاز الطبيعي في المغرب.
وسبق وأعلنت شركة شاريوت البريطانية التوصل إلى كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في بئر حقل أنشوا-2 الذي يقع قبالة سواحل مدينة العرائش شمال المغرب، إذ اكتشفت الشركة البئر بعد عمليات حفر على عمق 2.512 ألف متر. وتوضح البيانات أن إجمالي كميات الغاز القابلة للاستخراج في حقل أنشوا يصل إلى 1.4 تريليون قدم مكعبة.
وتستحوذ الشركة البريطانية على حصة في الامتيار الواقع فيه حقل “أنشوا” تصل إلى 75%، في حين يمتلك المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن في المغرب الـ25% المتبقية. ويتوقع المغرب بدء الإنتاج من حقل أنشوا خلال عام 2024، على أن يغطي جزءًا من احتياجات البلاد لتوليد الكهرباء.
وتوصلت كذلك شركة بريداتور أويل آند غاز البريطانية إلى كميات غاز ضخمة في الامتياز الذي تعمل فيه، وتقع تلك الكميات المكتشفة في حقل جرسيف الذي أشارت تقديراته إلى أن الكميات المكتشفة في حقل غرسيف تصل إلى 393 مليار قدم مكعبة، مع العلم أن حصة الشركة في امتياز جرسيف تبلغ 75%، في حين يستحوذ المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن في المغرب على الـ25% المتبقية.
وشهد نونبر الجاري شهد إعلان شركة “إس دي إكس” البريطانية التوصل إلى اكتشافين للغاز في شمال المغرب، ليفتحا الباب أمام احتياطيات ضخمة بعد توصيل بئر “إس إيه كيه 1” بالبنية التحتية الخاصة بها في المغرب، وإجراء اختبارات كشفت عن وجود غاز في الموقع، مؤكدة أن تلك الكميات تفوق التقديرات السابقة قبل الحفر، لتتجاوز 0.44 مليار قدم مكعبة.