الحدث الإفريقي/ حنان الطيبي
أبدانهم تقشعر كلما رفع الآذان بقطر، هندوس ومكسيكيون ونصارى ومسلمين، يشدون أعناقهم لأعلى المآذن، باحثين عن مصدر الصوت معليا ب “الله أكبر”!.
في كل مسار وانعراجة، وفي كل ركن منك يا قطر، رصت أحاديث نبوية شريفة باللغتين العربية والإنجليزية، تتكلم عن سماحة الإسلام ومبادئه وقيمه، بما فيها تقبل الآخر وفعل الخير ونشر السلم والسلام.
قامت قطر بتغيير كل مؤذنيها واستبدالهم بمؤذنين يتمتعون بصوت شجي وجميل، صوت يجعلك تشتاق إلى رفع آذان آخر لسماعه، بل زرعت قطر أبواقا كبيرة وسماعات في كل ملعب بها، لدرجة أن مسؤولا بكرة القدم الإنجليزي تأثر بالآذان لحد الذهول فقال: “هذا أحسن ما سمعته طول حياتي”!.
لم تقتصر قطر على رفع الآذان بكل مكان فيها، بل تم توزيع كتب بلغات الجمهور حسب جنسيته، تتكلم عن تاريخ الاسلام والتعريف بحقيقته ومظاهره وقيمه وإنسانيته، بعيدا عن الصورة المشوهة التي نقلها بعض الإعلام الغربي المعادي للإسلام، وليس هذا فقط، بل كل الملاعب مجهزة بالمصليات ومرافق للوضوء لاستقبال المصلين من المسلمين، وهذا ما يعتبر سابقة في حد ذاتها في عمليات تنظيم المونديال عبر التاريخ.
فنانون كبار ومشاهير مسلمين خرجوا في وقت سابق يستنكرون صوت الآذان زاعمين أنه يزعج مضاجعهم ويعكر صفوهم، ولربما لو كان نظم كأس العالم في دولهم لمنع رفع الآذان حفاظا على راحة الوافدين!
فبخ بخ للقطريين، وأرحبي قطر، زادك الله فخرا وحبا وتميزا، وحياك الله حكومة وشعبا، ويكفيك فخرا وعزة بأن ربحت التكلفة التي خسروها لمحاربة الإسلام.