المهرجان الدولي للتمور بالأردن..حافز للإبداع والابتكار
بقلم/ محمد التفراوتي
انطلقت فعاليات المهرجان الدولي الرابع للتمور بالعاصمة الأردنية عمّان يومه 21 نونبر 2022 ، تحت رعاية الملك عبد الله الثاني ، والذي تنظمه جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ووزارة الزراعة الأردنية وجمعية التمور الأردنية.
وقال وزير الزراعة الأردني، خالد الحنيفات ” حظي المهرجان الدولي للتمور الأردنية برعاية ملكية منذ انطلاقته، وها هي الرعاية في نسختها الرابعة إلا دليل جليّ على نجاح المهرجان المستمر عاماً بعد عام. وإن الواقع كما تعلمون زاخر بالتحديات التي لا يستطيع تذليلها إلا التعاون والإبداع، فمنذ بضعة أعوام كان التغير المناخي يتصدر المشهد وكأنه المشكلة الأكبر التي تواجه العالم والمنطقة على وجه الخصوص، ثم جاءت الأوبئة التي غيرت وجه التجارة وأعادت الحسابات لتعزيز الإنتاج المحلي، ثم قفز الأمن الغذائي فوق كل اعتبار بعد الحرب التي تدور في الشرق. فجاءت النخلة لتذكرنا بأنها الأم التي تعرف المكان وأبناءه، وهي قوت العرب وملاذهم في اللائذات، فلها الحق أن تكرم ويثنى عليها في كل مقام. وما مهرجان التمور الأردنية إلا تعبير واجب عن هذا الامتنان”.
وأضاف، الوزير، أن المهرجان شكل منذ عام 2018 ناجحاً باهراً مستمراً على ثلاثة مستويات على الأقل، أسماها نجاح “بنيناه مع الشقيقة دولة الإمارات العربية، والتي ما فتأت تمد يدها كل عام بعون ومحبة أكسبت المهرجان ألقاً بنكهة التمر وقيمته في تراثنا الاجتماعي والديني وبعده الاقتصادي” ومنح المهرجان الفرصة ليشارك نجاحه مع المهرجانات التي تقام كل عام فى مصر والسودان وموريتانيا. وقد كان لهذا المهرجان الدور البارز في رفع مستوى تبادل الخبرات العربية والدولية وأتاح مشاركة التجارب بين المنتجين، كما منحهم الحافز للإبداع والابتكار، وظل أداة فاعلة مكنت المنتجات من الوصول إلى اسواق لم تكن تعرف نخلة التمر من قبل.
ويمثل المهرجان أنموذجاً في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ولم تقتصر الشراكة بين وزارة الزراعة وجمعية التمور الأردنية – باحتراف قلّ له نظير على مستوى القطاعات الاقتصادية الوطنية – من أجل تنظيم المهرجان منذ نسخته الأولى بانسجام وروح الفريق الواحد. وامتدت ثمار الشراكة في إطلاق استراتيجية قطاعية كانت الأولى من نوعها لترسم صورة بعيدة المدى للقطاع، وقد حرصت الوزارة على تضمين ما ورد فيها ضمن خطتها المستقبلية للأعوام القادمة، ووضعت لذلك برامج ومشاريع وفق ؤية شاملة مستدامة حظيت بدعم ملكي كبير.يضيف السيد وزير الزراعة .
من جهة أخرى فالمهرجان كان فاعلاً في جمع منتجي التمور ومسوقيه ومقدمي الخدمات الزراعية واللوجستية تحت مظلة شاملة وفق شراكة فاعلة تسهم في تطوير بيئة الأعمال وتحقيق المصالح الخاصة والشاملة للقطاع، وفتح المهرجان أبوابه لكل ابداع وابتكار وجديد ليطلع الجميع على أفضل التقنيات الحديثة وأفضل الحلول لتحديات الإنتاج والتخزين والتعبئة والتسويق، فتمكن المشاركون من تحقيق الكثير من قصص النجاح التي وضعت الأردن على خارطة انتاج وتصدير تمور المجهول لشتى البقاع.
وأفاد الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في الكلمة الافتتاحية بأن المهرجان الدولي الرابع للتمور الأردنية يُعْتَبَرْ أحد قِصَصِ النجاح للتعاون القائم بين البلدين الشقيقين، كما جاء ليؤكد على عمق العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين.
وأضاف أمين عام الجائزة لقد بات واضحاً ما تمثله التمور ضمن سلسلة التوريد لتعزيز الأمن الغذائي على مستوى العالم خصوصاً عقب التحديات التي رافقت تداعيات كورونا على العالم وتركت أثرها على جميع الدول، ما يؤكد الأهمية الاقتصادية التي يمكن أن نُعول عليها في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور خصوصاً في المنطقة العربية.
وأشار الدكتور عبد الوهاب زايد بأن هذا المهرجان جاء ليؤكد على المكانة الدولية التي حظيت بها جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ودورها البَنَّاءْ في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، بعد أن حققت الجائزة نجاحاً ملموساً من خلال تنظيم سلسلة من مهرجانات التمور في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، جمهورية مصر العربية، جمهورية السودان، المملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المملكة المغربية، والولايات المتحدة المكسيكية.
وذلك بفضل ما تحظى به من رعاية ودعم القيادة الرشيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة. يؤكد هذا المهرجان على المكانة المرموقة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ودورها البناء في تطوير منتجات وصناعة نخيل التمر وضرورة الارتقاء بها على المستوى العربي والدولي، وذلك بفضل ما تحظى به من رعاية كبيرة من قبل راعي الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة ومتابعة معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس أمناء الجائزة. بعد أن حققت الجائزة نجاحاً ملموساً في تنظيم مهرجانات التمور العربية في كل من جمهورية مصر العربية وجمهورية السوان، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وأشار المهندس أنور حداد رئيس جمعية التمور الأردنية إلى النجاح الذي حققه المهرجان خلال ثلاث دورات ماضية فقد سجلت التمور الأردنية زيادة الطلب عليها في الاسواق الدولية وصل إلى 150% عن الأعوام السابقة، كما سجل هذا القطاع توسعاً مضطرداً في المساحات من 38 ألف دونم الى 44 ألف دونم، كما سجل الإنتاج زيادة وقدرها من 26 ألف طن الى 30 ألف طن بالسنة. حيث احتل الأردن المرتبة 11 من حيث كمية الصادرات والمرتبة 9 من حيث قيمة هذه الصادرات، كما زادت الطاقة الإنتاجية لمشاغل فرز وتعبئة وتغليف التمور الآلية الى حوالي 10 آلاف طن نتيجة لإدخال الميكنة الى عمليات ما قبل وما بعد الحصاد، كما لم تسجل أي حالات رفض لصادرات التمور في السوق الدولي نتيجة عدم مطابقة المعايير الدولية.