بقلم اد. عادل القليعي. أستاذ الفلسفة الإسلامية آداب حلوان.
حتى نكون منصفين وموضوعين فإن للإستشراق مزايا صحيح سلبياته أكثر من مميزاته، لكن بما أننا تحدثنا عن السلبيات، فحقيق علينا أن نتحدث عن بعض مميزاته.
وفي نفس الوقت سأقدم بعض الإرشادات والنصائح لمن يحب الكتابة أو البحث في موضوعات الإستشراق.
فمن هذه المميزات اهتمامهم بالتراث الفكري الإسلامي وإنشاء كراسي لتعلم اللغة العربية واللغات السامية الأخري، وكذلك إقدامهم على العديد من الترجمات ترجمة تراثنا إلى لغاتهم المختلفة، وأيضا إنشاء العديد من الدوريات والمجلات العلمية كمجلة دير إسلام وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات عن الشرق وحضاراته وخصوصا الحضارة الإسلامية، وأيضا الاهتمام بالكتابه والتأليف في مختلف العلوم والآداب والفنون .
فنجد منهم من كتب عن الفلك المستشرق الإيطالي كارل نللينو، وفي الفلسفة سانتلانا، وأيضا جولد تسيهر ، بول كراوس وفلهاوزن ، فون كريمر وجب، جورج سل، وفي الأدب بروكلمان، وماسينيون صاحب مأساة الحلاج، ولوسياني الذي أعاد نشر كتاب توحيد الباري لمحمدبن تومرت، وهارتمان صاحب كتاب من محمد إلى الغزالي ، هونكه مؤلفة كتاب شمس العرب تسطع علي الغرب ، وروجيه جارودي ، وهارتمان الذي ألف كتاب الإسلام تاريخ وعقيدة وغيرهم كثر.
وإذا كان ذلك كذلك فإننا لاننكر الفكر الإستشراقي ولا آراء المستشرقين وإنما ندعو كل من هو مهتم بهذا الشان أن يأخذ حذره ويعد عدته جيدا قبل الخوض في قراءة هؤلاء فالبعض منهم يدس السم في العسل ويبدأ لك بمقدمات تروق لك وينشرح لها صدرك ثم تفاجأ بخلاف ذلك طعن في علماء الدين والفلاسفة والمفكرين فخذوا حذركم جيدا وتسلحوا بسلاح الفهم الجيد فبعضهم يبدي من طرف اللسان حلاوة ويروغ منا كما يروغ الثعلب اقول البعض وليس الكل.
لذلك أعددت عدة نقاط لمن أراد أن يخوض مضمارالكتابة عن المستشرقين، لكم أن تقبلوها أو تناقشونني فيها.
أولها: إذا كان هناك علم يسمى الإستشراق له تعريفاته وأهدافه ومناهجه، فإنه ينبغي علينا أن نقدم على علم آخر من وجهة نظري إن تمت دراسة مبانيه وأصوله دراسة حقيقية سيكون ذلك فتحا في مجال الدراسات الإنسانية هذا العلم هو علم الاستغراب بمعني دراسة الغرب وتاريخه وحضاراته من أجل الإستفادة منه.
ثانيها:لابد لنا أن نتصدى للجوانب المظلمة للإستشراق، وذلك عن طريق الرأي وقبول الرأي الآخر، ونقوم برد منطقي على كل الشبهات التي أثارها بعض المستشرقون حول الفكر الشرقي، مثال ذلك قول بعض المستشرقين بالمعجزة اليونانية، وأن العرب مجرد نقلةوليس لديهم أدنى إبداع ولا تفكير وأن علومهم مستمدة من الغرب.
ثالثها:استخدام لغة الحوار المنطقي عن طريق عقد الندوات والمؤتمرات المحلية والعالمية ودعوة المستشرقين إلى مؤتمراتنا ومطالبتهم بدعوتنا إلى مؤتمراتهم وكل فريق يعرض بضاعته عرضا موضوعيا دقيقا.
رابعها: أن نطرح العنصريةوالتحزب والتشرزم فليس ثم إلا شعب واحد وكون واحد يدين لرب واحد بالطاعة والولاء ، وأن العقل هبة ربانية بل وهو أعدل الأشياء قسمة بين الناس، فلما شرق ولما غرب ، لما الجنس السامي ولما الآري الأوربي.
والرسول وجميع الرسل رفضوا هذه القسمة الضيزي.
خامسها: لابد أن نعرض بموضوعية الحوار القرآني في مختلف القضايا محل الخلاف عرضا عقليا.
سادسها:لابد أن نوضح للجميع أن القرآن لم ولن يقف حجر عثرة في سبيل التقدم في كل المجالات، بل هو دعوة صريحة للمواكبة والمعاصرة، بل يدعو إلى التقدم في كل المجالات السياسية والإجتماعية والاقتصادية والثقافية والفلسفية.
سابعها:لابد أن نعترف بفضل المستشرقين وجهودهم إذ أن هناك كثيرمن فلاسفة الاسلام لم نكن نعلم عنهم شيئا ولولا مترجمات المستشرقين ما علمناهم مثل ابن السيد البطليوسي المعروف باللغوي، لكن آسين بلاسيوث قدم لنا كتاب الحدائق الذي يوضح فلسفة البطليوسي.،ارجوا ان تقراءو هذه المقالة بتؤدة لعل فيها الإفادة والاستفادة.