بقلم/ الدكتور على أحمد جاد بدر
لقد كشفت الحرب الروسية الأوكرانية عن النظام العالمى الجديد فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي انفردت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم تقوده على غير هدى فأرادت أن تفرض قيمها وثقافتها عليه. دمرت العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا والصومال والسودان ولبنان واليمن.
قادت ما يسمي بالربيع العربي لاعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وتقسيم البلاد العربية إلى دويلات متناثرة
ودمرت البلدان باسم الحرية والديمقراطية تلك الأكذوبة التى ترفعها فى وجه الذين يعارضون مصالحها .
فى غمرة كل هذا كان التنين الصيني يتقدم بخطى ثابتة ليغزو العالم بالمنتج الصيني وكان الدب الروسي يتربص بأعدائه.
وكانت أمريكا فى طريقها إلى الضعف حيث بلغ الدين الخارجي ما يزيد عن ٣١ تريليون دولار ولاقت اهانات عسكرية حول العالم فما استطاعت أن ترد عليها.
وكانت تتخبط سياسياً حول العالم فقطعت أواصر الحلفاء والأصدقاء.
وكانت الفرصة سانحة للدب الروسي للكشف عن النظام العالمى الجديد متعدد الأقطاب وقام بالعملية العسكرية فى أوكرانيا تلك العملية التى كشفت عن الاقتصاديات الهشة حول العالم فزاد التضخم فى أمريكا وأوروبا ولم تفلح المساعدات الأمريكية والأوربية فى عرقلة أهداف الدب الروسي الذى يحالفه التنين الصينى.
وربما كان من الأفضل دائماً للدول الضعيفة تعدد الأقطاب فى النظام العالمى وخاصة بعد أن كشف اليسار الأمريكي عن وجهه القبيح بفرض ثقافته ومبادئه على باقي الدول حول العالم مستغلاً قدرته العسكرية ونفوذه السياسي والاقتصادى وأدواته الاعلامية فى تزييف الحقائق وإعادة تشكيل العقول والأفهام .
وإن من واجب العرب أن يدركوا موقع قدم لهم في النظام العالمى الجديد قبل فوات الآوان.
وعلى العرب أن يعلموا أن عزتهم ومجدهم في تماسكهم وتعاونهم لتعظيم القدرة العربية في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.