كان السودان، حتى ثمانينيات القرن الماضي واحد من أغنى بلدان المنطقة من حيث الثروات الغابوية، لكن خلال الثلاثين سنة الماضية، فقد السودان حوالي ستين في المائة من غطائه النباتي، حيت بدأت الغابات في الاندثار، بسبب الاستغلال المفرط للأشجار من اجل أرباح سريعة. ويلقي الخبراء في السودان باللوم على السياسات الحكومية المتبعة والغير المدروسة في حماية الثروات الغابوية، وعدم مراقبة الإفراط في التحطيب الجائر للغابات.
إلى جانب الأضرار الاقتصادية، والتي قدرت بملايير الدولارات التي تجنيها الشركات من خلال الاستغلال الجائر للغابات، وخسائر الدولة من العائدات أيضا، هناك أضرار بيئية واجتماعية بالغة الخطورة، ناجمة عن فقدان جزء مهم من الغطاء الأخضر في السودان.
كما أن الزيادة في عدد السكان، والذي ارتفع من حوالي 20 مليون نسمة مع بداية التسعينات، إلى أكثر من 40 مليون اليوم، يشكل أيضا مشكلا كبيرا للمجال الغابوي، حيث صاحب هذا العدد السكاني توسعا عمرانيا كبيرا وخصوصا في ضواحي المدن الكبيرة، حيث يستعمل الخشب في البناء، وكذا التوسع الحضري على حساب المجال الغابوي.
كما أن للتغيرات المناخية أيضا دور كبير في اختفاء مساحات غابوية كبيرة، دون أن ننسى الحروب والإهمال والجفاف، كلها عوامل أسهمت بنسب متفاوتة في تقليص المساحات الخضراء في هذا البلد الذي يعتبر سلة الغداء العربي، لكون أراضيه زراعية بامتياز وشاسعة وتكفي لكل سكان الوطن العربي.