يصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساء الثلاثاء إلى واشنطن في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وسيكون ماكرون أول رئيس فرنسي يحظى بزيارة دولة إلى البيت الأبيض بعد زيارة أولى في سنة 2018 في فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، كما تعتبر أول زيارة دولة في عهد الرئيس الجديد جون بايدن الذي نسج معه الرئيس الفرنسي علاقات قوية بعد الفتور الذي اعتراها منذ خريف العام الماضي.
الزيارة التي من المرتقب، أن تتناول العديد من الملفات أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، ومواجهة نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فضلاً عن قضايا اقتصادية أخرى تتعلق بالركود الاقتصادي العالمي و أسعار الغاز الأميركي والمبادلات التجارية.
واعتبرها قصر الإيليزي “زيارة استثنائية في طابعها، لأنها أول زيارة دولة تنظمها إدارة بايدن، لذلك فهي مهمة جداً للصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.” كما أشارت أيضا إلى أن هناك “تطلعاً قوياً للشراكة وإعادة تنسيق العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا”، وكلا البلدين حسب نفس التصريح لهما”أهداف سياسية واضحة”، وبحاجة إلى العمل سويا “للخروج معاً أقوى من الأزمة الأوكرانية”.
الرئيس الفرنسي يحل بواشنطن مرفوقا، بوفد وزاري ونيابي كبير إضافة إلى فاعلين اقتصاديين. كما سيحضى باستقبال رسمي في البيت الأبيض مع إطلاق 21 طلقة مدفعية، واستعراض حرس الشرف. كما يُقيم الرئيس بايدن عشاء رسمي، على شرف الرئيس ماكرون، ليلة الخميس في البيت الأبيض بحضور عشرات الأشخاص المدعوين، وسيعقد الرئيسان بعده مؤتمراً صحافياً مشتركا. كما سيزور ماكرون مقر الكونغرس الأمريكي ويلتقي أعضاء من مجلس الشيوخ والنواب.
الزيارة يعتبرها المحلل الاقتصادي رشيد ساري،في تصريح للحدث الإفريقي، بأنها زيارة اقتصادية أكثر منها سياسية بقوله “في ظل التوترات الحالية على المستوى الأوكراني الروسي، وأزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا، الزيارة لها أبعاد اقتصادية أكثر منها عسكرية وسياسية”. ويضيف الخبير الاقتصادي بأن “أوروبا بالوضع الحالي المتأزم مقبلة حتماً على احتجاجات اجتماعية”.
فرنسا، إذن ستحاول التفاوض على بعض الإعفاءات من الرسوم والقيود الواردة في قانون مكافحة التضخم الأميركي حيث يرى الاتحاد الأوروبي بأن حزمة الدعم الهائلة التي تهدف لحماية المصنعين الأميركيين قد تُوجه ضربة قاتلة للصناعات الأوروبية التي تعاني كثيرا في ظل ارتفاع أسعار الطاقة الناجمة عن أزمة شرق أوروبا. فرنسا نعول على الزيارة لمناقشة قضية ارتفاع أسعار صادرات الغاز الأمريكي، بحيث تنتج أمريكا غازا رخيصا لكنها تبيعه للأوروبيين بسعر مرتفع.
الخلافات التجارية ستكون الأكثر تعقيداً على طاولة النقاش، يذهب المحلل الجيوسياسي عبدالحفيظ محبوب ، إلى الحديث عن فاتورة توريط أمريكا لأوروبا في الأزمة الأوكرانية، “بعد توريط أمريكا أوروبا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا الذي انعكس على أمن الطاقة الأوروبي، ومن اجل أن يساهم في تعزيز التنافسية الصناعية الأمريكية لتقليص الفجوة التجارية بينها وبين الصين وأوروبا بشكل خاص”، ويضيف الدكتور محبوب في حديثه للحدث الإفريقي، “زيارة ماكرون لأمريكا جاءت لمناقشة وقف الأزمة في شرق أوروبا، التي انعكست على امن الطاقة ومناقشة القانون الأمريكي لرفع الضرائب عن السيارات الكهربائية الأمريكية، مما يعزز تنافسية صناعة السيارات الأمريكية بالنسبة للسيارات الأوروبية.”