بقلم/ سليم الهواري
صادق نواب المجلس الشعبي الوطني بالجزائر، اول أمس على مشروع قانون المالية لسنة 2023، والذي لم يتضمن أي إشارة بشأن إمكانية رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية الأساسية بعدما أثار الموضوع نقاشا وجدلا واسعين العام الماضي، وعقب المصادقة على مشروع القانون قدم وزير المالية تبريرات واهية، بدعوى أن موازنة 2023 تفرض تعزيز المكاسب الاجتماعية من خلال إجراءات تحسين القدرة الشرائية للمواطن، والحفاظ على دعم المواد ذات الاستهلاك الواسع ورفع الأجور، دون أن يتضمن إدراج أية ضرائب جديدة.
وكان من المفترض ان يتم تعديل نظام دعم المواد الاستهلاكية، بعدما كان ال “تبون” قد سبق له وان أعلن خلال لقاء مع الصحافة المحلية، عن “تشكيل لجنة وطنية للتكفل بملف مراجعة الدعم العمومي، وقال بالحرف “من هنا إلى غاية نهاية السنة سيتم رفع الدعم عن بعض المواد في إطار آلية وطنية”
وحسب مصادر مطلعة، انه نظرا لتخوفات العصابة من انفجار الأوضاع الداخلية في اية لحظة، فقد أعطيت تعليمات بعدم المس في نظام دعم المواد الاستهلاكية، بالرغم من ان الحكومة كانت قد برمجت ضمن مشروع قانون الميزانية لسنة 2023 الغاء الدعم.
هذا وانقسمت الآراء بشأن توجه الجزائر نحو تعديل نظام الدعم بين من يرى أنه تم تأجيل تلك الخطوة “لأسباب تقنية” ومن يرى أنه تم التراجع عنها رسميا، في ظل تنامي الاحتجاجات الشعبية في عدة مدن جزائرية كالعاصمة ووهران وبلعباس وعنابة وغرداية، وهي احتجاجات رفع خلالها المتظاهرون لافتات تتهم الحكومة بالعجز عن مواجهة الصعوبات التي يعانيها الشعب الجزائري، الذي ترك وشأنه في مواجهة انهيار للقدرة الشرائية، واستمرار مشكل الطوابير، بالرغم من عائدات النفط التي وصلت الى اعلى مستوياتها…
ويرى مراقبون ان نظام عصابة السوء، لم يمر بأزمة منذ نشأته سنة 1962، كتلك التي يعيشها هذه الأيام، فالانتكاسات الدبلوماسية أصبحت مرادفا لل “كراغلة”، في جميع بقاع العالم، ولعل ما حدث ل “تبون” عند افتتاح منافسات كأس العالم بقطر من صفعات من كل صوب وحدب، ورجوعه خلسة – في ظروف مريبة – الى بلاده، لدليل قاطع على ان النظام بات يعيش أيامه الأخيرة…
ويبقى أمل الشعب الجزائري في تجاوز وضعه المزري، معلقا على انتفاضة شعبية ثانية من قبيل حراك شعبي، يطيح بنظام عسكري مترهل وفاسد …علما ان شراء العصابة للأمن الاجتماعي – لسنوات – من خلال تمويل نظام المساعدة، للحفاظ على السلم الاجتماعي، أصبح متجاوزا، بفضل فطنة شعب استفاق –مؤخرا- من غيبوبته التي امتدت لفترة طويلة…