أكدت دراسة حديثة لجامعة كامبريدج البريطانية، أن تبعات الجائحة الفيروسية، لا زالت واضحة ومستمرة خصوصا في البيئات المجتمعية الفقيرة والمهمشة، التي يعاني أطفالها العديد من المشاكل من حيث المهارات الاجتماعية.
عندما تغلق المؤسسات المدرسية أبوابها لشهور عديدة، ويُرغم الأطفال على الجلوس بالمنزل بعيدا عن الفضاءات المفتوحة والأصدقاء، فإن الطفل لا يعاني تدهورا في المكتسبات العلمية والأكاديمية فحسب، بل أيضا يعاني تعثرا شديدا في كسب المهارات الاجتماعية، خصوصا في الوضعيات الاجتماعية الهشة.
وأوضحت الدراسة البريطانية، أن مقدرة الأطفال على التحدث مع الآخرين والاندماج في المجتمع بالشكل المطلوب والعادي، قد انخفضت كثيرا بعد الجائحة الفيروسية، وفقد العديد من الأطفال جزءا كبيرا من الثقة التي كانوا يتمتعون بها قبل انتشار الوباء، وذلك بسبب إجراءات إغلاق المدارس والحجر الصحي ومنع الناس من الاختلاط والخروج إلى الشارع.
وقال الباحثون، أن الأطفال خسروا ما يعادل ثلث عام دراسي على الأقل، وأن الأطفال الذين ينتمون لعائلات ذات دخل محدود أو منخفض هم الأكثر تضررا على المدى القريب والبعيد أيضا.
الأمر الذي قد يضعف حسب العلماء، من عملية التطور الاجتماعي والنفسي والعاطفي لدى الأطفال، كالقدرة على الاندماج الجيد وتكوين علاقات وصداقات، ويرون أيضا إمكانية تراجع المهارات الاجتماعية بسبب البطء التعلّمي واتساع الفجوة المعرفية بين أطفال الطبقات الاجتماعية المختلفة.
الحديث اليوم عن دور الأسر والمجتمع والحكومات أيضا، إذ يجب التحرك نحو إطلاق برامج للتوعية وأخرى تثقيفية للأطفال، وعلى الجميع أن يتفهم أن ما حصل مع الجائحة الفيروسية أمر طبيعي جدا، وأنه سيأخذ وقته، ربما أطول مما نتوقع، وقد يحتاج الأطفال إلى دعم قوي من كل فئات المجتمع.