أخبارتقارير وملفات

العرب والصين وخارطة الطريق للمستقبل

حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ القمم الثلاث التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، الزيارة التي توزعت على محاور جغرافية ثلاث: الأولى “قمة الرياض السعودية الصينية”، والثانية “قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية”، والثالثة “قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية”، والتي اعتبرها مراقبون، بأنها تشكل تأسيسًا لمرحلة جديدة من العلاقات العربية مع الصين.

الشراكة التي من المتوقع، أن تدفع نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والشراكات الإستراتيجية بين الدول العربية والصين، خلال السنوات المقبلة، في وقت تعرف فيه معظم مناطق العالم، العديد من الصراعات، والتحالفات في ظل أزمات طاقية وغذائية تلوح في الأفق.

وفي خطابه للقمة، قال الملك محمد السادس، إن هذه القمة تنعقد في سياق دولي مشحون بالأزمات، التي خلفتها آثار جائحة كورونا، و التطورات الجيوستراتيجية الدقيقة التي يشهدها العالم وما صاحبها من اضطرابات وبؤر توتر ونزاعات مسلحة، لها أثر مباشر على منطقتنا العربية، وعلى شريكنا الصين وعلى كل دول العالم. وهو ما يعطي للشراكة الاستراتيجية بيننا أهمية خاصة، من منطلق أنها تتوخى تجاوز آثار هذه التحديات متعددة الأوجه.

 وأوضحت الرسالة أن العلاقات التي تربط العالم العربي بالصين، والتي نسجت من خلال هذا التلاقح الثقافي والحضاري الذي امتد عبر الزمن، وربط الماضي بالحاضر، تستشرف المستقبل اليوم، في تعاون متجدد ومستمر، لعل أبرز تجلياته هو التعاون العربي الصيني القائم في إطار مبادرة الحزام والطريق. 

 وسجل الخطاب باعتزاز، حرص جمهورية الصين، على دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية، ومساندتها لتجاوز الأزمات التي تشهدها، وذلك بما هو مشهود به للدبلوماسية الصينية من حكمة ورزانة، تسهم في التقريب بين وجهات نظر الفرقاء، وتغليب فضائل الحوار، لتجاوز واقع الاضطراب وعدم الاستقرار الذي تعاني منه بعض الدول العربية الشقيقة.

كما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: “تؤسس القمة العربية الصينية لمرحلة جديدة بين دولنا، ونجدد تأكيد أهمية مواصلة التعاون العربي الصيني، بما يخدم أهدافنا المشتركة وتطلعات شعوبنا، والقيام بدور فعال على الساحة الدولية”.الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يرى أن : “الارتقاء بالعلاقات مع الصين أحد البنود التي تعرض باستمرار على جدول أعمال مجلس الجامعة، خاصة أنها تُعد اليوم الشريك التجاري الأكبر للعالم العربي”.

إلا أن الكثيرين يرون أن الشراكات الاقتصادية مع الصين، لن تكون على حساب التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن العلاقات مع بكين تركز بشكل كبير على الجوانب الاقتصادية والتنموية، في حين علاقات العديد من الدول العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية تُركز بالأساس على الجوانب الإستراتيجية والأمنية في المنطقة.

الرئيس الصيني شي جين بينغ قال في كلمته، بأنه علينا التمسك سويا بمبدأ عدم التدخل في شؤون الغير، وعلينا العمل معا على مواجهة التحديات الكبرى مثل الأمن الغذائي والطاقة. الرئيس شين جي بينغ يدعم الجانب العربي في إيجاد الحلول السياسية للقضايا الشائكة، وأضاف نحث المجتمع الدولي على احترام شعوب الشرق الأوسط.

الرئيس الصيني أضاف في كلمته، نحرص مع الجانب العربي على تنفيذ التعهدات المشتركة مثل تدعيم التنمية والصحة والأمن الغذائي، وأضاف ندعم نيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس.

إذن، اختتمت مساء الجمعة أعمال القمم الثلاث في الرياض، أو القمة العربية الصينية، والتي عملت من أجل تعزيز التعاون بين بكين والدول العربية، كما شكلت نقطة انطلاق للعلاقات المهمة بين الطرفين في مجالات اقتصادية وتنموية أوسع.

فالتعاون مع الصين كثاني قوة اقتصادية في العالم اليوم، ضروري لكنه لا يعني عدم التعامل مع أكبر اقتصاد في العالم أو مع الشركاء الاقتصاديين الآخرين يجب أن يكون الانفتاح على التعاون مع الجميع.

وشدد البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الصينية، على المضي بالتعاون بين العرب وبكين إلى آفاق أرحب والعمل على صيانة النظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي والعمل متعدد الأطراف، كما تم التأكيد على احترام سيادة الدول والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها واحترام مبدأ حسن الجوار.

البيان الختامي أوضح التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في الشرق الأوسط وإيجاد حل عادل ودائم لها على أساس حل الدولتين كما دعا إلى دعم جهود إيجاد حل سياسي للأزمة الروسية الأوكرانية بما يضمن المصالح الجوهرية لكلا الطرفين. البيان يحث أيضا على دعم الجهود الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وتعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب وإدانة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره ودوافعه.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button