أثار المنتخب المغربي موجة عالمية من الإعجاب والذهول، بعد تحقيقه لإنجازات غير مسبوقة على مستوى الكرة المغاربية والإفريقية والعربية، خلال منافسات كأس العالم الحالي. وسيستفيد المغرب من هذا النجاح على مستويات أخرى اقتصادية وسياحية.
وأضحى المغرب بعد انتزاعه لبطاقة التأهل إلى نصف النهائي على حساب رفاق البرتغالي كريستيانو رونالدو، أول منتخب وعربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي لهذه البطولة العالمية التي انطلقت عام 1930. وأصبح مدرب “أسود الأطلس”، وليد الركراكي، الذي اقترن اسمه بـ”رأس الأفوكا”، أول مدرب عربي وإفريقي يقود منتخب بلاده لنصف نهائي كأس العالم، كما أصبح المنتخب المغربي أول منتخب لم يخسر في آخر خمس مباريات متتالية من كأس العالم.
وأصبح العالم يراقب عن كثب تحركات هذا الفريق الذي أصبح سفير المغرب على جبهات متعددة، أمام هذا التألق غير المسبوق، وارتفاع أسهم أسود الأطلس في بورصة كرة القدم.
وستساهم هذه الانتصارات في التعريف بالمغرب على المستوى العالمي، حيث أن “هناك عددا من سكان العالم لا يعرفون شيئا عن المملكة. فبعد بلوغ الفريق الوطني هذه المستويات المتقدمة، سيبادر عدد من المهتمين إلى استعمال محركات البحث للتعرف على بلادنا وعلى ثقافتها وتاريخها ومعالمها الطبيعية”.
وسيستفيد المغرب من هذا الزخم، حتى على المستوى الثقافي والاقتصادي. فمبدأ “النية” الذي ردده وليد الركراكي يعني أننا يمكن أن نخلص لعملنا ونحقق المستحيل، كما أن هتاف “سير سير” الذي يزأر به الجمهور لمؤازرة الأسود يمكن أن يُترجم إلى إرادة مغربية في بلوغ الأهداف وعدم التراجع أمام الصعاب. وهذه كلها دروس استخلصناها من عزيمة المنتخب المغربي.
واستطاع المغرب تحقيق نسبة إدماج بقيمة 64 في المائة في قطاع السيارات، في إشارة إلى نسبة مساهمة الشركات المغربية في هذه الصناعة، إلى جانب استثمار المكتب الشريف للفوسفاط ل130 مليار درهم (حوالي 13 مليار دولار) في البرنامج الاستثماري الاخضر، وإشراك 651 مقاولة مغربية في هذا المشروع الضخم، بقيمة إدماج محلي تبلغ 90 في المائة.
تُبنى مجموعة من البنيات التحتية والمشاريع الكبري بسواعد مغربية، ونجاح الأسود في الرياضة يبرهن على أننا يمكننا الإستثمار في الطاقات البشرية المغربية، عن طريق تعزيز قطاع التعليم، والإستثمار في الكفاءات والعقول المحلية، مع الإستثمار في مفهوم العائلة الذي كرسه رفاق أمرابط داخل الفريق، وتوظيفه في قطاع المقاولات على سبيل المثال فإنه سيمكن من خلق لُحمة داخل المؤسسات ويعطي نفسا قويا للاقتصاد المغربي.