“حفريات صحافية من المجلة الحائطية إلى حائط فيسبوك” يبرز راهنية الثورة الرقمية
تم توقيع كتاب «حفريات صحافية من المجلة الحائطية إلى حائط فيسبوك» لكاتبه الزميل الصحافي جمال محافظ في حفل أقامه نادي الصحافة بالمغرب بالرباط قبل أسبوع بتنسيق مع مؤسسة هيبة، حضره ثلة من الإعلاميين والباحثين والمهتمين بالحقل الإعلامي ببلادنا.
يتناول كتاب «حفريات صحافية من المجلة الحائطية إلى حائط فيسبوك» عدداً من القضايا الصحافية والإعلامية على ضوء تحديات الثورة الرقمية، مع التوقف عند أبرز المحطات من تاريخ الصحافة والإعلام بالمغرب ارتباطا بما تفرزه مسار الممارسة الصحافية والإعلامية في تعاملها مع أسئلة الحاضر ومتطلبات ورهانات المستقبل.
المؤلَّف الذي يتكون من نحو 400 صفحة من الحجم المتوسط، يحاول إثارة الانتباه إلى أهمية الإعلام والاتصال في العالم المعاصر، مع استعادة أبرز المحطات الصحافية وتحليلها رغبة في الاستفادة من دروسها، وملاءمتها مع أسئلة الحاضر.
فلا يمكن فهم الصحافة فهماً شمولياً دون الإحاطة بأنظمة ومؤسسات المجتمع لأن وسائل الإعلام هي جزء من البناء الاجتماعي، وتطورها يُعدّ نتيجة حتمية للتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الجارية في أي بلد من البلدان.
في هذا السياق، فإن الإشكالية الرئيسية، التي يحاول مقاربتها الإصدار الجديد، تتمثل في البرهنة على التفاعل القائم ما بين الحقل الصحافي والإعلامي والفضاء السياسي والاجتماعي والثقافي، لأن وسائل الإعلام ليس مجرد ناقل محايد، بل يؤثر ويتأثر بالسياقات والأحداث المهمة.
إن «جاذبية مضامين هذا الإصدار الجديد تكمن في العمق التاريخي الذي يطبعها… إن المواطن جمال المحافظ مسكون على الدوام بتاريخ الحياة الديمقراطية لبلاده، خصوصاً بدور وتأثير الصحافة والإعلام على مجتمعه، متتبعاً تطور القطاع والمهنة، مسائلاً المفاهيم المحورية التي تنزاح يوماً عن يوم عن ضوء النقاش، مثل الاستقلالية والمهنية والأخلاقيات، كتب إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، في تقديمه للكتاب الذي يرى أن قراءة «حفريات صحافية من المجلة الحائطية إلى حائط فيسبوك» تتحول إلى رحلة في التاريخ، غنية بالوقائع الشيقة. ولكننا سنخطئ إذا اعتقدنا أن التاريخ هو البُعد المهيمن في هذا الكتاب، فهذه المقالات مسكونة أيضاً بهاجس آخر، يقارب الهوس، هو مصير المهنة؟ وكيف تمارَس اليوم، في المغرب وفي منطقتنا وفي العالم؟ ما السياقات والظروف السياسية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية التي يشتغل فيها الصحافيون؟ وماذا عن الاستقلالية والحياد وأخلاقيات المهنة؟ ماذا نستخلص من مبادرات النقاش المتعدد حول وسائل الإعلام؟ وماذا تبقّى من ميثاق الشرف حول أخلاقيات المهنة؟.
فالكتاب يقف بصفة عامة على حُدودِ التمـاس بين الإعلام والمجتمع في تمظهراتِه السياسيّة والاجتماعية والثقافية والتربوية، وهو ما يتيحُ له مُزاوجة النّظر في التأثيرات المتبادلة بينهُما ورصد التفاعلات التي يُحدثُها كل طرفٍ في الآخر، كما دوّن على ظهر الكتاب مراد القادري، رئيس بيت الشعر بالمغرب، إذ قال: «لا غرابة، في ذلك، فالدكتور جمال المحافظ، عِلاوة على كونه صحافياً مقتدراً، اخْتبر المهنة على مَدى عقود، وتابعَ مساراتِها وواكب أسئلتَها ورهاناتِها من عدّة مواقع إعلامية ومدنية. ويتضمن الكتاب ما يناهز 100 نص وموضوع.
ويعد جمال المحافظ الكاتب والصحفي والفاعل المدني، رئيسا للمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال، حاصل على الدكتوراه في الحقوق، أستاذ جامعي زائر مدير الاعلام الاسبق بوكالة المغرب العربي للأنباء، والمسؤول بكل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وبالجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ سابقا، عضو كرسي محمد العربي المساري للاعلام والاتصال بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط.
وللدكتور جمال المحافظ، عدة مؤلفات منها ” الأداء النقابي في الاعلام المسار والتحول” و” العقل السياسي والعقل الصحافي” ويوجد قيد الطبع عناوين ” علال الفاسي والمسألة الإعلامية” و” الصحافة والسياسة حدود التماس” و” نقابة الصحافة بالمغرب، المسار والامتداد”.