عن الحقد والغباء في الإعلام الجار
كتبت في مقالة سابقة، عن جموع من أشباه البشر احتفلوا بإقصاء الإخوة الجيران، احتفلوا بدافع الدم والقرابة التي تربطهم بالمنتصر، فهم الأبناء الغير الشرعيين له، لا شك، فلا عيب في الاحتفال.
نفس المشاهد العصيبة عبر عنها الإعلام العمومي في الجارة الجزائر، في تناوله لأخبار أسود الأطلس أو في البرامج التحليلية للمونديال، حيث أُعطيت الكلمة للأغبياء، لينشروا سمومهم وحقدهم الكبير الذي أرضعوه من جنرالات العسكر.
من العيب والعار أن تتحدث القناة الرسمية عن هزيمة إسبانيا ولدقائق كثيرة دون ذكر المنتصر، وكأن إسبانيا لعبت ضد المجهول، أو لعبت لوحدها فكل شيء ممكن في تصرفات العسكر (حتى لا أقول عقلية، لأن عسكر المرادية لا عقل له). المخزي في الأمر أن الإعلاميين أو المحسوبين على الصحافة والإعلام، لا يخجلون في تمرير هذه العقلية العسكرية المتعفنة المملوءة بالحقد والكراهية اتجاه الجار، ولا يريدون ذكر اسمه.
تخيلوا معي كمية الحقد والغباء الممزوج بالجهل ! إنها مهزلة بكل المقاييس !
فقد تفنن الإعلام الجزائري الرسمي بدقة في إنكار تام لوجود المنتخب المغربي في قطر، يُتعبهم كثيرا ذكر كلمة المغرب، فقرروا أن يستبعدوها نهائيا من قاموسهم إرضاء للعجزة العساكر، في غياب تام للمهنية الصحفية والموضوعية واحترام مهنة الصحافة والعمل الإعلامي.
الغريب في الأمر، والذي يعبر بشكل مباشر عن الحقد الدفين للنظام الجزائري اتجاه الجيران، فقد تمت إقالة المدير العام للتلفزيون الجزائري العمومي، شعبان لونيكل، بحسب وسائل إعلامية جزائرية، بعدما بثت القناة خبر تأهل أسود الأطلس لنصف نهائي مونديال قطر 2022. وأقيل المدير العام من منصبه، وفق ذات المصادر، وحل محله ندير بوقابس، بعد أن سمح ببث نتيجة مباراة المغرب ضد البرتغال.
ومنذ بداية لقاءات مونديال قطر، لم يستسغ مسئولو الإعلام الرسمي الجزائري، النجاح الباهر للمنتخب المغربي، وتجاهلوا عمدا النتائج الجيدة التي سجلها أسود الأطلس في هذه المنافسة العالمية. والمثير للخجل هو الموقف غير المهني للتلفزيون الرسمي الذي التزم الصمت في نقل نتائج جميع مباريات الأسود، وما يثير الاستغراب أكثر، هو أن هذا الصمت المشبوه سبقه أيضا، ومنذ بداية المونديال، تكهنات رهيبة صادرة عن محللي القنوات الرسمية الجزائرية، الذين توقعوا فيها إقصاء المغرب في الجولة الأولى.
العديد من البرامج الرياضية على التلفزيون الجزائري، استضافت محللين لم يتركوا شيئا دونيا إلا وألصقوه بالمنتخب المغربي، واتهموه باستنساخ التجربة الجزائرية، رغم إشادة الإعلام العربي والعالمي بما حققه الأسود، إلا أنه كان ناقصا في عيون المحللين الجزائريين، الذين لا يرون إلا ما يريده عسكر المرادية الذي تحكّم في كل شيء حتى فيما يعبر عنه الناس.
لماذا هذه الحروب الوهمية مع الذات الممزوجة بالغباء والسذاجة والجهل؟ لماذا كل هذا الحقد؟
لماذا هذا الإحساس بالكراهية والمغالاة في إنتاجها وتمريرها للأجيال؟
ألم يحن الوقت بعد، ليقول أحرار الجزائر والمغرب الكبير كلمتهم، لإنهاء هذه المسرحية الهزيلة التي تنتج هذا الكم الهائل من السذاجة والغباء لدى إعلام العسكر؟