ترأس مؤخرا وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بمركب البستنة بأكادير، حفل تدشين بنيات جديدة لدعم التكوين والبحث والابتكار بحضور رئيس مجلس جهة سوس-ماسة سفير هولندا بالمغرب ورئيس غرفة التجارة والصناعة المغرب- إسرائيل. ويتعلق الأمر بتدشين مركز التميز للبستنة المغربي الهولندي والحاضنة.
وأعقب حفل الافتتاح مؤتمر تحت شعار “مركب أكادير للبستنة: مركز للبحث والتطوير والابتكار في قلب جهة سوس ماسة، من أجل زراعة أكثر كفاءة ومرونة”، بحضور نخبة من الفاعلين الأكاديميين والخبراء ورجال الأعمال والأطر العليا المنتمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (منطقة مينا) وأوروبا، والذين يمثلون الفاعلين الرئيسيين في المنظومة الاقتصادية للبحث والابتكار التكنولوجي في المجال الفلاحي.
تواجه الفلاحة العالمية والمغربية تحديات كبيرة، في هذه الظروف التي تتميز بتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي، حيث أصبح التحدي المطروح في الظرف الراهن، تنزيل نموذج إنتاج أكثر مرونة، ومندمج وشمولي. لذا، هناك حاجة إلى بذل جهود كبيرة لتطوير البحث والتقنيات الملائمة وتوفير التحفيزات لضمان اعتماد ممارسات زراعية مبتكرة تتماشى مع أهداف الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر 2020-2030”.
وأشار الوزير في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، إلى أن استراتيجية الجيل الأخضر، التي تم وضعها وفقا لتوجيهات الملك، تهدف إلى نموذج إنتاج أكثر كفاءة ومرونة وتكامل وشمولية وتولي أهمية خاصة للتكوين والبحث والابتكار في مجال الفلاحة.
وذكر صديقي أن البنيات التي تم تدشينها، ستمكن من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لعب دور رئيسي في تعزيز الابتكار الفلاحي وتطوير حلول تتلاءم مع الاحتياجات، وذلك من أجل رفع التحديات والعراقيل التي تواجه القطاع.
تم خلال المؤتمر عرض الرؤية الاستراتيجية والمشاريع المهيكلة بمركب البستنة بأكادير، لا سيما مركز التميز للبستنة والحاضنة والمحطة التجريبية. كما كانت فرصة لتقديم مشاريع لشركات ناشئة ونماذج للحاضنات ونماذج تحالفات استراتيجية.
مركز التميز للبستنة هو بنية عالية التقنية للبحث العلمي. تم تصميمه وتشييده من طرف شركات هولندية رائدة في بناء البيوت المغطاة عالية التقنية بتعاون وثيق مع شركات مغربية مختصة في هذا المجال. ويهدف إلى تعزيز البحث والابتكار من أجل توفير آليات الدعم للفلاحين في مواجهة تحديات التي تواجه الفلاحة، وتزويد المنتجين بأحدث التطورات في مجال الفلاحة الدقيقة لتحسين مردوديتهم وجودة محاصيلهم. ويشكل فضاء للتكوين العملي للطلبة وفضاء للتكوين المستمر لفائدة مسيري المزارع والمنتجين، ويهدف إلى تكوين 50 دكتور في أفق 2033.
تساعد الحاضنة المسماة “مركز الابتكار لأكادير” وتدعم إنشاء شركات في مجال التكنولوجيا الفلاحية والماء والاستدامة وتهدف إلى دعم المشاريع الفلاحية المبتكرة من أجل فلاحة مرنة وفعالة من الناحية البيئية. تتجلى مهمتها الرئيسية في مساعدة حاملي المشاريع المبتكرة والتكنولوجية، وتستهدف كل من المشاريع الناشئة والشركات التي تسعى للنمو والتنمية، مع التركيز على أهمية التنوع في الابتكار، وإيجاد حلول فريدة ومستدامة.
وسيتم إطلاق هذه الحاضنة بشراكة مع مؤسسة DANA، وهي منصة استثمارية ومنشئ مشاريع مقرها في أبو ظبي، على مساحة 25 هكتارًا، تشكل المزرعة التجريبية لمركب البستنة بأكادير منصة جهوية لنقل المعرفة والتكنولوجيا. وستمكن إعادة هيكلتها من استغلال مواردها بشكل أفضل في خدمة البحث العلمي وتكوين جيل جديد من المقاولين الفلاحيين ومواكبة الفلاحين في التحول التكنولوجي للقطاع.
تم تقديم نماذج تحالفات استراتيجية تشكل اتحادات للبحث والتطوير والابتكار الفلاحي كحاضنة للمعرفة وريادة الأعمال والابتكار، تجمع بين الجهات الفاعلة، وتتيح الولوج لفرق البحث وشبكات الأعمال والمستشارين ومراكز التكوين والبحث من أجل فلاحة أكثر نجاعة.
ومن أجل تكييف البحث والتطوير والابتكار مع احتياجات الجهات الفاعلة في القطاع بطريقة مهيكلة، كان من الضروري تشكيل “مجموعة تأثير” لتجاوز العراقيل التي تواجهها الشركات الفلاحية المغربية وتحفيز تنمية القطاع الخاص من خلال التعاون مع الخبرة الهولندية في مجال البستنة.