انتعاش السدود والزراعة بعد التساقطات الأخيرة
عبر محمد صديقي وزير الفلاحة والتنمية القروية والغابات والصيد البحري، عن تفاؤله بالآثار الإيجابية للتساقطات المطرية التي تعرفها كل جهات المملكة، لأنها سيكون لها وقع إيجابي على الغطاء النباتي وباقي الأنشطة الفلاحية، خصوصا وتيرة زرع الزراعات الخريفية التي ستمتد إلى منتصف يناير المقبل في المناطق الجبلية. وذكر بأنها “ستؤثر هذه التساقطات إيجابيا على الأشجار المثمرة، وعلى الموفورات الكلئية للماشية، وعلى حقينة السدود ونسبة الملء ومخزون المياه الجوفية”.
أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها البلاد،
آمال الفلاحين وكان لها وقع إيجابي على السدود بعد حالة اليأس التي عاشها مزارعو مختلف مناطق المغرب، بسبب توالي سنوات الجفاف وتدهور الفرشة المائية.
وستساهم التساقطات المطرية الغزيرة التي عمت كل مناطق البلاد في إنعاش الدورة الزراعية للموسم الفلاحي الحالي، والرفع من منسوب مخزون المياه بالسدود والفرشة المائية.
وساهمت التساقطات المطرية الغزيرة، حسب الإحصائيات المتعلقة بوضعية ملء السدود الجمعة المنصرمة الجمعة، في الرفع من منسوب السدود، حيث بلغ مخزون المياه ما مجموعه 4589.6 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تصل إلى 28.5 بالمائة.
وساعد هطول الأمطار على ملء سدود المغرب وتقليل المخاوف لدى المزارعين والمسؤولين المغاربة من موسم زراعي آخر ضربه الجفاف ومازالت أخطاره تهدد الموسم الحالي بعد شح الأمطار لسنوات.
وبلغت نسبة ملء السدود على الصعيد الوطني حوالي 28 بالمائة، في حين كانت تبلغ 34.6 بالمائة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ويرى الخبراء أنه رغم التساقطات المطرية المهمة يجب اتخاذ إجراءات للحفاظ على الموارد المائية والتحسيس بأهميتها والحفاظ عليها.
ويستوجب في ظل هذه الوضعية، تعبئة كل الموارد المائية المتاحة والتسريع في بناء منشآت تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة وتوجيه النشاط الزراعي، وترشيد استعمال الماء في كل مناحي الحياة اليومية من أجل استباق كل السيناريوهات المحتملة في ظل تراجع التساقطات المطرية السنوية خلال السنوات الأخيرة والتي لا يمكن سد خصاصها بهذه التساقطات الأخيرة فهي لن تكفي حتى لسد احتياجات المغرب خلال هذا العام.
وستساهم الأمطار الغزيرة التي شهدها المغرب في إنعاش الموسم الفلاحي الحالي، كما ستساعد على تزويد القطاع الفلاحي بمياه السقي والري وملء حقينة السدود.
وتتباين نسبة ملء السدود حسب الأقاليم، ذلك أن بعض السدود الكبيرة كادت أن تحقق نسبة ملء كاملة، من قبيل سد واد المخازن الذي أصبح يتوفر على مخزون مائي يقدر بـ446,1 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تصل إلى 66.3 بالمائة.
وسجلت الإحصائيات امتلاء عدد من السدود الصغيرة، وقرب امتلاء أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة في حالة تواصل التساقطات المطرية، إذ بلغت نسبة ملء سد النخلة مائة بالمائة. وستساهم التساقطات الأخيرة في انتعاش الغطاء النباتي وأيضا الأشجار وكل المنتجات الفلاحية.
ويذكر أن عدد السدود وصل في المغرب في عام 2011، ووفقا للحكومة المغربية، ما يناهز 148سد، ولها قدرة إجمالية تفوق 17.2 مليار متر مكعب .قامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ، في عام 2005 بجرد وتقسيم هذه السدود ،في 104 سدا كبيرا بسعة إجمالية تصل إلى 16,904 مليار متر مكعب من الماء الصالح للزراعة والشرب وكذا التصنيع وتوليد الكهرباء، و 17 سد صغيرة والمتوسطة الحجم ، و 67 سدا مقامة قبالة لبحيرات الصغيرة وروافد الأنهار، بسعة إجمالية قدرها ب 9.9 مليون متر.