بصمت الكرة العربية على حضور مشرف في كأس العالم قطر 2022، وذلك بفضل العروض القوية والنتائج الإيجابية التي تحققت سواء عن طريق المنتخب الوطني بوصوله إلى الدور نصف النهائي، والمنتخبين السعودي والتونسي الذين فازا على كلّ من الأرجنتين وفرنسا بطل ووصيف المونديال.
ولم يغب الحضور العربي عن السّجل الختامي لأرقام وإحصائيات هذه النسخة الاستثنائية من المونديال، بفضل رقمين مميزين حققهما المنتخب الوطني.
ويعتبر الرقم العربي المميز الأول في ختام كأس العالم 2022 هو تصدر المنتخب الوطني لقائمة المنتخبات التي تملك أكبر عدد من الشباك النظيفة في المونديال، حيث بلغ منتخب “أسود الأطلس” الدور نصف النهائي، ولم تدخل شباكه أي أهداف في مباراتي كرواتيا وبلجيكا بالدور الأول، ثم في مباراة دور الـ 16 أمام إسبانيا وفي الدور ربع النهائي أمام البرتغال.
وقدم المنتخب الوطني أداء دفاعيا قويا أسهم بشكل كبير في تخطي العديد من المنافسين الذين يملكون نخبة من أشهر المهاجمين في العالم على راسهم كريستيانو رونالدو مهاجم منتخب البرتغال.
ويأتي بعد المغرب منتخبا الأرجنتين بطل العالم وإنجلترا، حيث حافظا على نظافة شباكهما في ثلاث مباريات فقط، وبعدهما منتخبات بلجيكا وأوروغواي وكرواتيا وتونس وأستراليا وأميركا وهولندا والبرازيل وبولندا بمباراتين بلا أهداف في شباك كل منهم.
وحقق المنتخب الوطني الرقم العربي المميز الثاني بتصدره قائمة أقوى خطوط الدفاع في مونديال قطر، باستقباله ثلاثة أهداف فقط إلى حدود الدور نصف النهائي، حيث تلقى خط دفاعه هدفا وحيدا أمام منتخب كندا بنيران صديقة في دور المجموعات، بينما لم يستقبل أي هدف في الدورين الـ16 وربع النهائي، قبل أن تهتز شباكه بهدفين أمام منتخب فرنسا في المربع الذهبي.
واستقبل دفاع “أسود الأطلس” خلال المباراة الترتيبية لتحديد المركز الثالث، هدفين أمام كرواتيا ليخرج بإجمالي خمسة أهداف خلال سبع مباريات لعبها في المونديال.
واستقبلت دفاعات كل من الأرجنتين وفرنسا بطل ووصيف العالم 8 أهداف لكل منهما خلال مشوارهما في المونديال.
ومن الأرقام العربية المميزة أيضا في هذه النسخة المونديالية هو إنهاء المنتخب التونسي مشاركته برصيد هدف واحد في شباكه، وهو أقل رقم تم تسجيله في البطولة، إلا أنه لم يصعد من دور المجموعات، ولم يسعفه الحظ للدخول ضمن قائمة المنتخبات التي بلغت الأدوار المتقدمة.
وستبقى كأس العالم 2022 عالقة في أذهان الجماهير العربية لفترة طويلة، ليس فقط بفضل النجاح التنظيمي الباهر، وإنما أيضا بفضل الصّورة الإيجابية التي طبعتها المنتخبات المشاركة، والمفاجأت السارة التي تحققت، والتي تعزز من ثقة اللاعبين في أنفسهم للعب بندية مع مختلف المنافسين، وتحفز الأجيال المقبلة لدخول هذا الحدث العالمي الكبير برغبة كبيرة في النجاح والتألق.