لماذا تعود القضية للواجهة من جديد؟ ما الهدف من النبش في الذاكرة الحزينة للشعب الليبي؟ ألم يكفي أن حصار لوكربي كان مكلفا جدا، وأن الشعب الليبي عانى الويلات جراء هذا الحصار، الذي كلف الخزينة الليبية عشرات الملايير من الدولارات.
قبل ثلاثين عاما، بالضبط في 31 مارس 1992، صدر قرار مجلس الأمن رقم 748، وبموجب هذا القرار، فُرض على الجماهيرية الليبية حصار شامل، إثر اتهامها بتفجير طائرة لوكربي، الذي كبد الدولة الليبية خلال عشرة أعوام مقدار 33 مليار دولار، وهو رقم كبير، استنزف الكثير من المقومات الاقتصادية والمالية للبلاد.
فقد دفعت ليبيا حوالي ثلاث مليارات دولار لضحايا الحادث، وتم رفع الحصار عام 2003، بعد تدخل العديد من الدول. كما تم توقيع اتفاق، أُبرم بين طرابلس وواشنطن لإغلاق الملف نهائيا، وأنه لا يجوز فتح أي مطالب عن أي فعل ارتكب من الطرفين بحق الآخر قبل 30 يونيو 2006. في 31 أكتوبر 2008، وقّع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، مرسوما بالتزام بلاده بإغلاق أية قضايا مفتوحة من عائلات الضحايا أمام المحاكم المحلية والأجنبية.
إلا أن الولايات المتحدة عادت اليوم لتحاكم الضابط الليبي مسعود أبو عجيلة بتهمة تصنيع القنبلة التي تم استعمالها في تفجير الطائرة عام 1988، كما تم نقله مؤخرا من ليبيا إلى الولايات المتحدة.
فلماذا هذا الإعلان المفاجأ عن محاكمة أبو عجيلة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية؟