بقلم/ الدكتور عبدالكريم الوزان
اغنية قديمة مطلعها:
آه العواذل آه بالقهر ذبوني(أي رموني)
أخذوا حبيب الروح من عندى وآذوني(أي تسببوا بايذائي)
ولكلمة عذول معانٍ مختلفة ، لكن مفاد المعنى الشائع منها: مَنْ يضمرون الشر والحسد للآخرين، وهو أكثر استخداما لدى النساء، حينما يضمر بعضهن للبعض الغيرة والحسد والضغينة.
اليوم أصبح عندنا عذول في مساق آخر. فهذا عذول سياسي وذاك عذول عربي وغيره عذول اقليمي و منهم عذول دولي.
لو أخذنا العراق انموذجا ، سنجد أن من يسرقنا عذول، ومن يقطع المياه عن شعبنا عذول، ومن يخرق سيادتنا عذول، ومن يتفرج على تشظينا وانسلاخنا عن النسيج العربي دون ان يحرك ساكنا عذول ، ومن يستغل امكانياته الدولية والتكنولوجية لاستضعافنا عذول.
بلاشك ماكان لكل هؤلاء العذال ان يجتمعوا علينا، لو كنا قد حافظنا على ثوابتنا، وتمسكنا بعروبتنا، ودرسنا تأريخنا المجيد بتأنٍ، لندرك كيف كنا وكيف أصبحنا.
أرى ان هناك مقومات لو أخلصنا في اعتمادها سنكون في حال أفضل. منها الاعلام الذي استفاد كثيرا من التطور التقني الهائل، فحق عليه توعية الجمهور وتفعيل الرأي العام المحلي والدولي، بما يحقق الرقابة والمساءلة للساسة وصنّاع القرار. فما أنتم فاعلون أيها الاعلاميون؟. هل ستؤدون رسالتكم الاعلامية بكل أمانة وهمة؟ أم ستدعون خطاباتكم ووسائلكم تولول مكتفية بـ: آه العواذل آه بالقهر ذبوني؟!غنية