بالأمس القريب كانت هولندا تناقش كيفية إدماج الجاليات العربية في المجتمع الهولندي، وكان الحديث عن تعلم اللغة واحترام العادات والتقاليد وتقبل الآخر بكل معتقداته و عاداته، ولكن مؤخرا بدأ الحديث عن الانصهار في المجتمع والتعايش بشكل أكبر بل يمكن تسميته الطريق الى فقد الهوية ، وعندما نتحدث عن ذلك نجد أن أول موضوع يطرح على طاولة المحادثات (تقبل الشواذ) وعدم الاعتراض والترحيب به حتى لو دخل بيتك وبات أبنك العربى شاذ تقبله ورحب به.
وعندما دخلت ألعاب الأطفال مثل ” المكعبات” التي تحمل شعار قوس قزح “الخاص بالشذوذ” للحضانات، ويتم تقديمها للأطفال في سن ثلاث سنوات لتركيبها واللعب بها وتقبلها، هنا شعرت الجاليات العربية والإسلامية أنه ليس إندماج بل معايشة كاملة وانصهار يهدد مستقبل أولادهم ويدخلهم دائرة الخطر، والتحديات تتزايد وبالتالي حالة الجدل والغضب يتزايد.
الجمعة البنفسجية
زيادة في دعم التنوع الجنسي والشذوذ، قررت هولندا الاحتفال بعمل يوم خاص في كافة المدارس لدعم الشواذ، واختارت يوم الجمعة الثانية من شهر ديسمبر من كل عام، وكانت البداية العام المنصرم، وطالبت المدارس جميع الطلاب والمدرسين بالحضور للمدرسة بالزي البنفسجي، بداية من الأطفال سن أربع سنوات حتى الطلاب في المراحل الاعدادية و الثانوية ل سن 18 سنة، وبعض المدارس تعاملت معه على أنه يوم عيد وبدون دراسة، والمدارس الأخرى لم تجبر الطلاب على الحضور بالملابس البنفسجية و احترمت رغبة الأهل والطلاب في الحضور كأنه يوم دراسي عادي.
ولا شك الاحتفال أثار الكثير من الجدل، حتى بين الأوساط السياسية، وقد تم رفضه من قبل حزب اليميني المتطرف حزب خيرت فيلدرز، وقال يوم بلا داعي و يعطل الدراسة ولا يجب ان ندخل الأطفال في هذا الصراع وجعلهم يتركون دراستهم ودروسهم لمثل هذه الأشياء، والأفضل لهم التركيز في المواد الدراسية ، كما منعت بعض من الأسر العربية والإسلامية أولادها من الذهاب للمدرسة، بصفته شيء مخالف لطريقة تربية الاطفال في البيوت، والبعض وصفه بأنه يوم مخالف لكافة الأديان السماوية .
الإلحاد في تزايد بهولندا
وفي سياق آخر أظهرت هيئة الإحصاء الهولندية CBS)أنه “في عام 2021، لم يعتبر 58 بالمائة من السكان الهولنديين الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا أو أكثر أنفسهم ينتمون إلى طائفة دينية أو مجموعة فلسفية. قبل عام كانت هذه النسبة تعادل 55 بالمائة، وفي عام 2010 كانت لا تزال عند 45 بالمائة”.
ولوحظ الانخفاض الأكثر حدة بين الروم الكاثوليك. تم تسجيل 27 بالمائة من السكان كجزء من هذا الدين في عام 2010، لتنخفض إلى 19.8 بالمائة في عام 2020، و 18.3 بالمائة في عام 2021. على الرغم من انخفاض نسبة الكاثوليك بشكل كبير، إلا أنها لا تزال تمثل أكبر مجموعة دينية فردية في هولندا.
6 من 10 من سكان هولندا ملحدين
والجدير بالذكر أن الهيئة أعلنت في تقريرها بتاريخ 22 ديسمبر 2022 أن العلمنة مستمرة بقوة. في غضون ذلك ، يشير 6 من كل 10 من سكان هولندا إلى أنهم لم يعودوا يعتبرون أنفسهم منتمين إلى أى دين، فقط 34٪ من الناس يقولون أنهم كاثوليك أو بروتستانت. انخفاض تاريخي. بين الكاثوليك هناك انخفاض بنسبة 10 نقاط مئوية تقريبًا مقارنة بعام 2010 (من 27٪ إلى 18٪). يظهر البحث أيضًا أن ما لا يقل عن 76٪ من هولندا يقولون صراحة أنهم لا يؤمنون بالله أو أنهم يشكون في وجوده. 24٪ يؤمنون بدون أدنى شك
الاستقرار بين المسلمين لافت للنظر. يبدو أن العلمنة ليس لها تأثير يذكر على المسلمين في هولندا. على الرغم من أن هذه المجموعة لا تزال تمثل حاليًا 5 ٪ من السكان ، إلا أن الإسلام هو بالفعل أكبر دين بين الشباب حتى سن 25.
كما أظهر البحث في معتقدات الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فما فوق- أن نسبة كبيرة من سكان هولندا يتجهون نحو الإلحاد
ويذكر أنه تبين لأول مرة في عام 2017 أن الأشخاص غير المتدينين يمثلون أغلبية سكان هولندا، ومنذ ذلك الحين استمروا في تشكيل نسبة أكبر من المجتمع. قال أقل من 13 بالمائة من الناس إنهم يحضرون بانتظام الشعائر الدينية، فهل يستمر الوضع لو استمر دعم الشذوذ بهذه القوة؟.
فقد الهوية والانصهار جواز سفرك لضمان التعايش
كثير من أبناء الجالية العربية والإسلامية، يرون أن الأجيال القادمة في طريقها للانصهار وفقد الهوية لضمان العيش بسلام في المجتمع الهولندي، وأنه في ظل التحديات والمتطلبات والتنازلات والبعد عن القيم الدينية يمكن أن ينجح الغرب في تحقيق ذلك، والبداية كانت برفض الحجاب وقلة فرص العمل
دراسة بريطانية: 65% من المحجبات يتم رفضهن بالوظائف في دول أوروبا
أثيرت حالة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي عقب تداول بحث ميداني يوضح مدى تعرض المحجبات للعنصرية والتمييز عند التقديم للحصول على وظائف في دول هولندا وألمانيا وإسبانيا.
ونُشر التقرير على موقع تابع لجامعة “أكسفورد” البريطانية في التاسع من يوليو من العام الماضي، وأحدث ضجة بعد أن شاركته الباحثة مارينا فيرنانديز أول أمس الجمعة عبر حسابها الشخصي على موقع تويتر.
واشترك في البحث 3 باحثات، هنّ مارينا فيرنانديز من جامعة أكسفورد البريطانية، وفالنتينا دي ستاسيو من جامعة أوتريخت الهولندية، وسوزان فيت من المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة.
ويُظهر البحث المنشور أن 65% من المسلمات اللاتي يرافقن صورهن بالحجاب مع السيرة الذاتية عند التقديم على وظيفة في هولندا، يتم رفضهن بشكل مباشر من دون الدعوة لمقابلة شخصية، وكذلك بنسب متقاربة في إسبانيا وألمانيا.