دور التربية الإعلامية في الحصانة الفكرية
نظمت الجامعة الأفروآسيوية المفتوحة بالتعاون مع مجموعة أكوا للتكنولوجيا والتعليم، ورشة محاضرة إعلامية بعنوان “دور التربية الإعلامية في الحصانة الفكرية” تحت رعاية البروفيسور أشرف عبد الرافع الدرفيلي – المدير التنفيذي لاتحاد الجامعات الأفرآسيوية، وإشراف وتقديم البروفيسور عبد الكريم عبد الجليل الوزان – رئيس الجامعة، وذلك أون لاين يوم الثلاثاء 10/1/2023، والتي أدارها الدكتور عصام صيام – مدير مكتب رئيس الجامعة.
بدأت الورشة بكلمة الدكتور عصام صيام – مدير مكتب رئيس الجامعة رحب فيها بالأستاذ الدكتور أشرف الدرفيلي، والأستاذ الدكتور عبد الكريم الوزان – رئيس الجامعة، والبروفيسور أبكر – نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، وجميع السادة نواب وعمداء ووكلاء الكليات، والدكتورة فيروز عبد الحميد، والدكتورة جيهان خليفة، وجميع السادة المنسقين والقائمين على تنظيم الورشة، وجميع السادة الحضور.
في مستهل حديثه، أوضح الوزان المحاور الأساسية للورشة تحتوي على العديد من المحاور الأساسية وهي التربية الإعلامية ومفهومها، الحرب النفسية ووسائلها، الأعمال العسكرية الرادعة، المناورات السياسية، تقسيم الشائعات، الحصانة الفكرية وكيفية تعزيزها بطرح العديد من الحلول المقترحة.
وأشار، أن من ضمن مفاهيم الإعلام مفهوم التعبير الموضوعي عن عقلية وروح واتجاهات الجماهير في الوقت نفسه، وهو المرآة العاكسة لتطلعات الجمهور.
وتطرق إلى مفهوم التربية الإعلامية موضحاً أنها إعداد الإعلاميين لأداء العملية التربوية أو المساهمة فيها بكل أبعادها، سواء كانت قيماً وثوابتاً مكتوبة، أو متعارفاً عليها، ولابد في هذا المجال من تكامل الأدوار بين الإعلاميين والتربويين لتحقيق هذه الغاية. ولاسيما أننا في زمن كثرت فيه المشاكل الناتجة عن الإنحراف الذي تعددت مبرراته ومسوغاته. فالإعلام المتوازن والهادف والمسؤول يجب أن يأخذ دوره الإيجابي في إحداث التربية المنشودة تعزيزاً، وتغييراً وتعديلاً.
ومن زاوية أخرى أوضح أن الحرب النفسية هي الإستخدام المخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى التي تستهدف التأثير على آراء وعواطف واتجاهات وسلوك الدولة الموجهة إليها الدعاية بطريقة تتناسب مع أهداف الدولة الغازية أو الدول القائمة بالدعاية، مشيراً أن الحرب النفسية تستخدم التضليل الإعلامي وتعريفه هو العبث بمحتوى إتصالي وتوجيهه بشكل ممنهج لخدمة أهداف تنحرف عن المصلحة العامة إلى أخرى ضيقة للحصول على نتائج تتعارض مع الحقيقة لترسيخ واقع محدد في ذهن المتلقي.
وأوضح أن الحرب النفسية تحتوي على عدة وسائل وأساليب من أهمها: الدعاية، الشائعة، الضغوط الإقتصادية، الأعمال العسكرية الرادعة، المناورات السياسية، وغسل الدماغ.
كما أوضح أن الحصانة الفكرية هي التمسك بالأفكار والعقيدة الإسلامية القائمة على التوحيد والعمل على تنظيم الفكر وتحديد أولوياته وضبط عملية تبادل المعلومات بين المسلمين وغيرهم.
وأوضح أن الأمن الفكري يعني الحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة والمشبوهة، فهو يصب في صالح الدعوة لتقوية أبعاد الأمن الوطني، وهو بهذا يعني حماية وصيانة الهوية الثقافية والفكرية من الإختراق أو الإحتواء من الخارج، ويعني أيضاً الحفاظ على العقل من الإحتواء الخارجي وصيانة المؤسسات الثقافية في الداخل من الإنحراف.
وعن كيفية تعزيز الحصانة الفكرية أفاد، لا شك في أن التحدي الأكبر الذي بات رواده العديد من الدول العربية والإسلامية في الآونة الأخيرة يكمن في الفكر المتطرف والهدام الذي يؤدي للعنف، ويسوغ الإرهاب، ويحرض على العنف والكراهية، خاصة وأن الإستراتيجية التي سادها جماعات التطرف ومنظمات الإرهاب العابرة للحدود تستهدف غسل أدمغة النشء والشباب بأفكار هدامة تشوه الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التسامح والوسطية والإعتدال.
كما أفاد بأن من ضمن حلول الحصانة الفكرية هي التمسك بثوابت الدين والعادات والتقاليد الحميدة، والوعي والمعرفة، وقيام أولياء الأمور بواجباتهم التوجيهية والرقابية، وقيام رجال الدين والمنظمات الإجتماعية بدور توجيهي إصلاحي مستمر، وتحسين المناهج التعليمية، ووضع خطاب إعلامي سليم لكل وسائل الإعلام، ونبذ التفرقة والكراهية والبغضاء، والإستخدام الإيجابي والتربوي لوسائل الإعلام، وقيام الحكومات بالقضاء على البطالة، والإلتزام بالقوانية والأنظمة، وتنظيم قانون المطبوعات ومراقبة النشر الإلكتروني.
وفي نهاية محاضرته أفاد، إذا ما أحسنت التربية الإعلامية في جميع الأطراف فإن الحصانة الفكرية ستتحقق، وإن تحققت الحصانة الفكرية ستستقر البلاد وتشعر بالأمان وتتجه نحو الحياة الحرة الكريمة للعيش بسلام.