أخبارفي الصميم

الحوارات المأمولة لتجاوز المواقف المتحجرة

في التعاطي مع الكثير من القضايا الجوهرية، ما يثير الشفقة هو موقف بعض اليساريين الراديكاليين الذين لم يدركوا بعد أن يسار الحرب الباردة قد ولى وأن جدار برلين قد سقط، وعليهم الخروج من الكهف لمجاراة الواقع وفهم ما يجري على الساحة الوطنية والدولية، وأن زمن الشعارات والإيديولوجيات قد عفا عنه الزمن ولاح منطق الخيارات الإستراتيجية في الأفق، منطق المصلحة الوطنية ومنطق الأرض ودماء الشهداء وصراع خمسة وأربعين عاما من النضال احتراما لجغرافية المكان وتاريخ الأجداد ومستقبل الأجيال.

نفس المنطق المأساوي في الفكر تعيشه الجماعات الإسلامية التي تعيش في جلباب الماضي، تعيش زمن النفاق وبأوجه عدة حتى صاروا يحسبون أنفسهم أصحاب القضية أكثر من أصحابها الشرعيين، طريقة أخرى لإثبات الوجود في وقت  ضاع منهم كل شيء وما عادوا سوى أحزاب كارتونية لا موقف مشرف لها، بل تتناقض أفكارها بين كل مكوناتها السياسية.

بقلم/ عبدالله العبادي

سواء الإسلام السياسي أو اليسار الراديكالي لم يعد لهما مكان في الخريطة السياسية الجديدة إن لم يخرجوا من جلباب الأمس ويعيشوا عالم الاقتصاد المعولم والمصالح المشتركة والانفتاح على الآخر في خضم الحراك الثقافي والمعرفي الذي يشهده العالم بما يعود على مجتمعنا وخصوصا شبابنا بالخير والمنفعة في وطن منفتح يتسع لجميع الأطياف ومتعدد الهويات والثقافات.

إنها أيضا، مشكلة الكثير من زملاءنا الصحافيين والمحسوبين على الثقافة والإعلام بالمنطقة المغاربية، يعيشون  بإيديولوجيات منافقة ولديهم الأجوبة تسبق الأسئلة، مبرمجين على وقائع تم الاستعداد لها مسبقا بأحكام قيمة محضرة قبلا، وبدون تفكير أو تمحيص، وهو ما يتنافى مع مهنة الشرف ومهنة الدفاع عن الحق والبحث عن الحقيقة والتشبث بأعراف المهنة. وهو ما غاب للأسف عن الكثير وخصوصا الأشقاء الجزائريين وصحفهم الموالية لجنرالات قصر المرادية، حيث صاروا بوقا للعسكر وبيادق في أيدي نظام عسكري يتلاشى يوما بعد يوم، بعد أن أنهك هذا النظام البلد وقضى على كل محاولات التنمية.

ألم يحن الوقت ليكون الإعلامي في مستوى تطلعات الشعوب، ألا يملك الكثير من الرؤى والجرأة ليفهم الواقع كما يجب، كلها أسئلة نود طرحها على أولئك الذين ينثرون سمومهم في ذهن أجيال لا زالت تحلم بغد أفضل.

فقط نقول لهم، بأن التاريخ لا يرحم، وأن القاع قد امتلأ بالحثالة، وعليهم الصعود للأعلى، وإلا سيكون مصيرهم مزبلة التاريخ، ويكونون بذلك أساؤوا للصحافة ولأنفسهم قبل كل شيء.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button