الحدث الإفريقي- ذ.سليمة فراجي
وانا أعاين ما حدث في حفل افتتاح الشان بالجزائر الذي يفتقد الى الابداع ، و ما واكبه من مهازل وما فاه به حفيد منديلا المرتزق والمتاجر برصيد جده تحت انظار الفيفا والكاف بخصوص الصحراء المغربية ,استنتجت مدى ضعف نظام العسكر الجزائري الفاشل عدو الشعوب ، الذي اصبح يوظف السياسة في الرياضة ، في خرق سافر لابسط القواعد المتعارف عليها وفي تحريض معلن لحركة ارهابية انفصالية.
واذا كان الجمهور قد ردد عبارات قدحية في حق المغاربة ، فان تلك العبارات لا تعبر سوى عن المستوى الرديء لمن تفوهوا بها وانعدام الاخلاق وفقدان الثقة في النفس، و خبث السريرة اضافة انها تشكل حالة تلبس امام المنتظم الدولي .
تأكدت فعلا ان كل العداوات قد ترجى مودتها الا عداوة من عاداك من حسد.
واستحضرت انه منذ فجر استقلال الجزائر سنة 1962 اصبح حكامها يناورون ضد المغرب وينعتونه بالملكية الرجعية ومختلف العبارات القدحية ، والاعتداءات الممنهجة ،وقد اشار الى ذلك المرحوم الحسن الثاني لما قال :
“ان مشكلة الجزائر ليست هي مشكلة حدود وانما مشكلة ايديولوجيا “
بل تورطت الجزائر مع دول عربية اخرى انذاك تكن العداء التاريخي للمغرب وتحاول زعزعة استقراره لعلمهم علم اليقين ان الملكية بتاريخها المجيد هي رمز استقراره وكرامته وريادته ،فكان الوطن انذاك رحيما بأبنائه غفورا لهم ، من انصار التيه الأيديولوجي المناهض للمغرب الذي لقنته الجارة لبعض الشباب تحت يافطة حقوق الانسان والمبادئ التقدمية ليثور في وجه وطنه ليس حبا لخير هذا الوطن وانما في محاولة تحقيق حلم راود الجزائر المتمثل في الزعامة l’hégémonie وارضاء لهاجس الغرور والزهو وتفريغ الحقد الدفين الناتج عن الغيرة والحسد.
اتعجب كيف يستمر حقد الجزائر على المغرب ، وكيف تمكن السلف من توريث الحقد للخلف عن طريق عمليات غسل الدماغ وبذل المال للابواق المأجورة ونشر الاكاذيب وتلفيق التهم واختلاق الوقائع والركوب على حقوق الشعوب وكأن الجزائر تنصب نفسها ولي من لا ولي له والحَكَم الاعلى القابض بيد من حديد على قواعد القانون الدولي الانساني.
نذكرهم اذا كانت تنفع الذكرى فقط بطرد الاف المواطنين المغاربة من الجزائر ليلة عيد الاضحى مع تجريدهم من امتعتهم وفصل الرضع عن أمهاتهم ، والزوجات عن ازواجهم ، وتهجيرهم في ظروف قاسية يندى لها الجبين وتقشعر لها الابدان ،
نذكر البعض اذا كانت تنفع الذكرى عن مختلف مناورات دول جارة تقاسمنا معها النضال المشترك مستعينةبدول أخرى لزعزعة نظام المغرب و النيل من استقراره
نذكر هم بما بذله المغرب من مجهوذات منذ فجر الاستقلال لمساندة دول الجوار وغيرها ، وبمجرد ان اشتد ساعد البعض تم رميه بسهامهم الغادرة.
منذ نعومة اظافري وانا اتساءل عن سبب وجود ثأر بين البلدين ،ثأر فجر اكثر من حرب بسوس، بل كل الحروب عبر العقود والاجيال انتهت ولو بعدد مخيف من ضحايا الحرب ، فدمر حائط برلين وتصالح اعداء بريطانيا وفرنسا وهما من عرفتا حرب المائة عام ، وتصالحت المانيا مع فرنسا ومن ثم انطلق الإتحاد الاوروبي ، واعلنت حروب اعقبتها هدنة وصلح ، وتستمر الجزائر في نفث السموم تجاه المغرب ، تنفث السموم وهي لا تعلم ان سم الافاعي سرى في عروقنا واكسبنا المناعة !
لكن الاخطر من ذلك ان التهديدات الخارجية الممنهجة تشكل خطرا محدقا بالمنطقة ، واستحضر ما كتبه المغفور له الحسن الثاني في كتابه le défi والذي اشار فيه انه اثناء المناوشات مع الجزائر سنة 1963 اعطى اوامره للجيش المغربي بالتراجع مسافة كيلومتر واحد من الحدود وعدم القيام بأي هجوم والامتناع من اطلاق الرصاص الا للدفاع عن النفس، وذلك احترازا للوقوع في الفخاخ المنصوبة سلفا للشعوب المغاربية من الخارج !
ويستمر المغرب بخطى ثابتة منطلقا من ماض عتيد حافل بأمجاد تاريخية عبر العقود والأجيال ، الى مستقبل واعد رغم الحقد الدفين و كيد الكائدين .
قال ابن المعتز:
اصبر على كيد الحسود ** فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها ** إن لم تجد ما تأكله