حين نجد أن بعض من يمثلون الشعب لا يجيدون القراءة ولا الكتابة ويتهجون الحروف،
وإن ارتجلوا أضحكوا عليهم الناس وجعلونا مسخرة بين الهيئات والمنظمات والبرلمانات العالمية
فمن سمح لهؤلاء بدخول القبة ومجالس الجماعات الترابية إلا أصوات الجائعين وديماغوجية المتحزبين
فيسقط المثقف والطبيب والمحامي والأستاذ والجامعي ويفوز بالمقعد الأمي الذي لا يفك الخط وصاحب الشكارة بمباركة من مثقف مدفوع أو هيئة تريد الوصول إلى الكراسي والسلطة بأي طريقة
دعنا أيها الضمير نسكت فأنت أعلم مني بالبير وغطاه وبالأجمة وما ورائها
وارفع يدك وتضرع معي إلى الله أن يجعل آخر أيامنا في طاعته وآخر كلامنا من الدنيا لا إلاه إلا الله محمد رسول الله وحسبنا الله ونعم الوكيل
ستنتهي المدة وسيسعى بعض من يحسبون على الأحزاب للتهافت على تزكية ومنح أصواتهم لمن لا يستحق أو مقابل دراهم معدودة أو مصالح معينة، فَحينَ نجد القط أصبح صديقا للفأر
وعلى ظهر الأسود تلعب القردة وتصبح العلاقة وطيدة بين القرصان والتماسيح وبين الراقي والعفاريت والجان
فلا سبيل إلا أن نضع أيدينا على قلوبنا ونشكو إلى الله ضعفنا
وأكاد أجزم أنه في الاقتراع القادم سيتهافت المتهافتون بنفس الطرق الملتوية ولا شيء سيتغير فمازل الجوع ينخر الأبدان وصاحب المقولة التي كان يرددها* غرغري أو لا تغرغري* أصيب بالتخمة ولم تعد بطنه تغرغر
و ولد علي مايزال يكمم الافواه ويكسر الاقلام ويحطم شجرة الزيتون دعنا نتفرج على العرض المقبل من غير أن نصفق لمهرج أو بهلواني فلقد اعتلى المسرح كثير من الاراجوزات .
و من لم يستفد من المنصب استفاد من الريع وفي كل شيء الريع الوظيفي لأبنائهم وأقربائهم والريع في الأراضي والفلات ومقالع الرمال وفي الهكتارت الفلاحية ومن المأذونيات ومن المنح لتدريس ابنائه خارج ارض الوطن في موليير وفي السربون وأكبر الجامعات العالمية
فلا حزبا واحدا أنصف المواطنين وكان إلى جانبهم ولم يخذلهم حتى من كنا نعقد عليهم العزم ونحسن بهم الظن بمجرد أن وطئت أقدامهم المناصب تبرؤوا من الشعب ورفعوا الزيادة في كل السلع وصار المستضعف يحزم بطنه من الجوع
وتفرق المواطنون شيعا وأتباعا يتصارعون فيما بينهم كل يحمل شعار، حزبي هو الأمثل
وخلاصة ما في القنافد من أملس، إلا من رحم الله.