حضرت اليوم أشغال دورة فبراير لمجلس جماعة الناظور، وأول ما راقني هو حضور عدد كبير من أعضاء المعارضة. لقد كان تواجدهم بالفعل أمرا يبشر بالخير لأن نجاح المجلس يتوقف على انخراط ومساهمة جميع أعضائه.. فلكل تيار دوره، ولكل عضو نصيب من الاقتراح والنقاش والأداء.
ورغم أن جدول الأعمال كان متضمنا لنقاط عديدة، إلا أن أبرزها كان موضوع إنشاء قاعة للعرض السينمائي والتكوين في مهن السينما عبر عقد اتفاقية شراكة تجمع مجلس الجماعة بالمركز السينمائي المغربي ومركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم. ونظرا للنقاش الذي أثارته هذه النقطة، فإني أحببت أن أدلي فيها بدلوي انطلاقا مما تتبعته من خلال الدورة، أو انطلاقا كذلك من رؤيتي الشخصية للموضوع.
لقد كانت التساؤلات المطروحة من طرف عدد من أعضاء المعارضة هي كالتالي: لماذا تم إدراج مركز الذاكرة المشتركة في هذه الاتفاقية؟؟ وما هي الإضافة التي سيقدمه؟؟ وهل يمكن اعتبار الأمر تسليما للقاعة المزمع إنشاءها إلى مسؤولي هذا المركز؟؟..
سأكون في غاية الصراحة أيها الأحبة.. وسأقول إن أجوبة رئيس جماعة الناظور كانت موفقة إلى أبعد تقدير سواء تعلق الأمر بجانب التحليل أو الإقناع أو شرح الأهداف المرصودة.
لقد كان الرئيس محقا في بداية الأمر حين تمت مساءلته عن جدوى حفل العشاء الذي ينظمه المجلس على شرف دورات المهرجان الدولي للسينما.. فقد أصاب بقوله إن تراب الجماعة التي تحتضن هذا الحدث الكبير لا يمكنها إطلاقا تفويت هذه الفرصة دون قيامها بحفل الترحيب بضيوفها القادمين من مختلف بقاع العالم خصوصا وأن بينهم وزراء وبرلمانيون ووفود دول تربطهم علاقات اقتصادية وسياسية ببلادنا ويساهمون في خدمة وحدتنا الترابية.
أما في معرض جوابه عن سبب إدراج مركز الذاكرة المشتركة في اتفاقية الشراكة، فقد أفاد رئيس المجلس بأن هذا المركز استطاع تنظيم مهرجانه السينمائي الدولي بالناظور لمدة 11 سنة على التوالي.. وبالتالي، فقد راكم من التجارب والعلاقات ما يجعل منه شريكا مهما يفيد الجماعة في اقتراح وإقناع الممولين والمساهمين ناهيك عن شبكة تواصله الداخلي والخارجي والتي ستربطنا بعدد من المؤسسات والمخرجين والفنانين داخل وخارج أرض الوطن.
أما بخصوص تسليم تدبير القاعة لمركز الذاكرة المشتركة أو غيرها، فقد صرح الرئيس بعدم إمكانية ذلك لكون المجلس يمتلك رؤية خاصة لحدود واختصاصات كل طرف، ولكونه أيضا سينفتح مستقبلا على عديد الأفكار والمبادرات الأخرى.
شخصيا أيها الأحبة، لا يهمني أن يكون المقر الإداري لمركز الذاكرة المشتركة متواجدا بمدينة مكناس بقدر ما يهمني أن مهرجانه السينمائي الدولي يتم تنظيمه سنويا بمدينة الناظور.. وشخصيا كذلك لا تهمني أسماء مكتبه المسير التي ينتمي أغلبها لمنطقتنا بقدر ما يهمني إسهامها في تشييد وإنجاح قاعة مثالية للسينما بمدينتنا.
لقد كان الرئيس محقا حين قال بالحرف: “ما يهمني هي مدينتي، ويجب أن نبتعد عن الحزازات وتصفية الحسابات الضيقة”.. فالمسألة هنا تدخل في إطار الانخراط الإيجابي لمجلس الجماعة مع إحدى مطالب المجتمع المدني المتمثلة في إنشاء قاعة لعروض السينما وتعلم مهنها التي سيستفيد منها أبناء الإقليم والمنطقة.
إن بلوغ الأهداف وتحقيق الطموحات أيها الأحبة يستوجب نبذ الخلافات والحزازات مثلما يستوجب حسن النية ودعم كل مبادرة من شأنها أن تعود بالنفع على الساكنة.
وفي مثال بسيط مرتبط بالسياق، فقد نشرت بالأمس تدوينة تخص مبادرة البرلماني السابق الأستاذ فاروق الطاهري والهادفة إلى رفع توصية لبناء المركب الرياضي للناظور.. فهل من المنطق أن نقف ضدها لأن صاحبها يسمى فلان أوعلان؟؟.. أم أن الواجب هو الدعم والانخراط في سبيل تحقيق المراد؟؟.. عموما، أبارك خطوة المجلس من أجل إنشاء قاعة سينمائية تليق بمدينة الناظور متمنيا المزيد من أمثال هاته المكتسبات في كل المجالات. فما أحوجنا إلى مختلف المرافق الفنية والثقافية والرياضية والاجتماعية..