لم يكن المغرب سباقا للعداء مع أي دولة وعرف بتسامحه وتبصره للأمور ومشاركة العالم أفراحه وأتراحه وفي مقدمة الطلائع المقدمة للمساعدات أثناء الكوارث الطبيعية من فياضانات وزلازل وحروب وما إليه.. إلى المتضررين سواء كانوا عربا أم عجما، ناهيك على المساعي الحميدة لرأب الصدع بين الدول المتناحرة ومحاولة التوفيق بينهم، وهذه المواقف تجعله محترما وكلمته مسموعة في المحافل الأممية.
وقد عرف بدبلوماسية كفءة ومقتدرة على معالجة الملفات، ومع كل هذا نجد أن بعض الأنظمة القليلة، تغبط المغرب حسدا وتحيك ضده المناورات بكثير من الحقد والضغينة، فنظام الجزائر الذي يعاني أزمة داخلية ونار فتنة أشعلها جنرالات العسكر؛ عوض أن يهتموا بشؤونهم الداخلية فإنهم يصدرونها إلى دول الجوار بغية إلهاء شعبهم في الوقت الذي يقدم لهم المغرب يد المودة.
وفرنسا مثلا التي انساقت وراء مطامع الجزائر وشردمة البوليزاريو؛ تناست العلاقات الجيدة ومعاملة المغرب ملكا وشعبا وحكومة معها وما يقدمونه لها في المجال الأمني والاقتصادي وها هو مجلس الأمن، يحدو حدو من سبقها وهو يلعب على الحبلين يعجبه مصدرات المغرب من ثروات فلاحية وبحرية واستثمارها فيه، ويكره مساندته في قضيته العادلة محرضا العالم ضده.
لكن المغرب قوي بقيادته وبجيشه وشعبه وأصبح بالنسبة لأوروبا وللعالم متنفسا استثماريا ومن لم يعجبه فليشرب من البحر سواء كان ساحلا او محيطا أما بخصوص جنوب إفريقيا جانبت الصواب وعلى عقلائها أن يسلكوا سبيل الحكمة بدلا من إشعال منطقة شمال غرب إفريقيا فتنا وحروبا ودمارا يمتد لهيبها إلى القارة بأكملها.
وما اتخذه المغرب من مواقف فتعتبر جادة وحازمة وقد نفد صبره، وقد جابه المواقف المعادية لكل من الجزائر وبعض أتباعها له بما يليق ويناسب باعتباره هو أيضا قوة ودولة لها سيادة ومستعد في ذلك أن يجابه كل من يعاديه ولو كان من الدول العظمى، وهي دول تنعدم فيها سياسة واقعية وتعيش أزمة اقتصادية خانقة وتحكمها أنظمة عسكرية، والمغرب لا يهتم لها ولو ارتفع نباحها فهو قوي بجيشه وشعبه ونظامه السياسي.
وإذا كانت لنا نقائص على المستوى التمثيلي في المجلس الاوروبي فنقول قد حان الوقت لمراجعة تمثيلية اللجنة المكلفة بالعلاقة مع هذا المجلس ومساءلتها عن تدني هذه العلاقة واستبدالها بشخصيات بحجم أسدي الديبلوماسية المغربية الأستاذ ناصر بوريطة والأستاذ عمر هلال والحمد لله المغرب يزخر بطاقات كفءة ومقتدرة من أصحاب الخبرة
والمثل يقول من خرج من الباب ودخل من النافذة لا يحمل في يديه أي شيء يعول عليه والفاهم يفهم .