صانعات تقليديات ومقاولات من النيجر ومالي يزرن مركز التربية والتكوين للنساء بمراكش
زارت صانعات تقليديات ومقاولات من النيجر ومالي، اليوم الجمعة، بمراكش، مركز التربية والتكوين للنساء، الذي يروم تمكين المستفيدات من استقرار اجتماعي أكبر وإدماج اقتصادي ناجح.
ومكنت هذه الزيارة هؤلاء النساء الإفريقيات اللائي يستفدن من دورة تدريبية في قطاع الصناعة التقليدية (الخياطة التقليدية والتطريز)، من الاطلاع على مشاريع سوسيو – اقتصادية منجزة لفائدة النساء، من أجل النهوض بأوضاعهن، ومن ثمة، إدماجهن في الدينامية التنموية الوطنية. وتم إنجاز هذا المشروع الاجتماعي، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في شهر يناير من سنة 2014، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي ناهز 6ر3 مليون درهم.
ويمكن المركز، الذي تشرف عليه جمعية الأطلس الكبير، النساء والفتيات غير المتمدرسات من الولوج إلى أنشطة مدرة للدخل، عبر منحهن تكوينات في الفصالة والخياطة، والحلاقة والتجميل، والمعلوميات.
كما يوفر المركز، الذي تبلغ طاقته 130 من النساء والفتيات، للمستفيدات حصصا في محو الأمية وتكوين المربيات.
ويعد مركز التربية والتكوين للنساء، الذي تم تشييده بالحي المحمدي على مساحة 1659 مترا مربعا، مثالا حيا لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المنجزة على مستوى عمالة مراكش، والرامية إلى محاربة الفقر والإقصاء والتهميش. وفي تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبدت ماريانو طونكو، المستفيدة النيجرية من هذه الدورة، إعجابها بخبرة الصانعات التقليديات المغربيات لاسيما في حرفة التطريز، مبرزة دور هذا النوع من البنيات في تمكين النساء ومحاربة الإقصاء. وفي تصريح مماثل، أبرزت ناري ماغاسوبا، المكونة بمركز التكوين بالنيجر، والمستفيدة من هذه الدورة التدريبية بالمغرب، جودة هذا التكوين، الذي سيعود بالنفع على الصانعات التقليديات والمقاولات بكل من النيجر ومالي، إضافة إلى الأنشطة الموازية المبرمجة في إطار الدورة، والتي ستمكن من الاستفادة من التجربة المغربية في مجال النهوض بتمكين النساء وتحسين أوضاعهن المعيشية.
من جانبها، أوضحت حيدرة أميناتا شريف، المستفيدة المالية من هذا التكوين، أن هذا المركز يترجم الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تحقيق التمكين السوسيو-اقتصادي للنساء، مبدية إعجابها الكبير بهذا الاستقبال الحار الذي حظيت به المشاركات من النيجر ومالي. يذكر أن الصانعات التقليديات والمقاولات من النيجر ومالي كن قد زرن، أيضا، مجمع الصناعة التقليدية ودار الصانعة، مما شكل مناسبة للاطلاع على الخدمات التي يوفرانها للنساء الصانعات التقليديات. وتستفيد من هذه الدورة التدريبية، التي تنظمها، إلى غاية 12 فبراير الجاري، المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، بتنسيق مع المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، ومركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بمراكش، على الخصوص، 60 متدربة (30 من النيجر و 30 من مالي) في قطاع الصناعة التقليدية (الخياطة التقليدية والتطريز).
وتتوخى الدورة، التي تستفيد منها أيضا 10 م د ر بات من مركزين للتدريب المهني في المجال ذاته بهذين البلدين، بغرض مواصلة مهمة تدريب النساء والفتيات الأخريات، وكذا من أجل ضمان استدامة هذا التكوين، وتستهدف النساء العاملات داخل بيوتهن، كما اليد العاملة الأقل تعلما، خاصة بالمناطق القروية والنائية، تنمية القدرات المهنية والتسويقية للمستفيدات، وتحقيق تمكينهن الاقتصادي، وتيسير تملكهن لوسائل الإنتاج الضرورية من معدات ومواد أولية، بما يسهم في زيادة الدخل وتحسين مستوى معيشة الأسر، وتطوير ديمومة الأنشطة المدرة للدخل، لتوفير منتوج أكثر انتظاما.