المشهد الاول:
(المكان خمارة، الزمن ليل كورونا، الأشخاص قراء للأحداث )
فاطمة: لماذا يحجر على بعض دون بعض آخر؟ لا تنقل بين المدن ولا تجوال ولا خروج بالليل بينما الحانات والمراقص والأقبية مشرعة أبوابها وروادها لا يأبهون بالوضع الصحي ويحقيون بنا ضررا وهم ينشرون الوباء
الحسين: الليل يا فاطمة يخبئ أسرارهم ولو أردت أن تعرفي أكثر افتحي نافذة الشرفة بالليل
رأيتهم وقد خلعوا جلابيبهم يتأبطون أذرع الحسنوات يمشون بزهو والطريق فارغة من المارة إلا منهم لا يأبهون للحواجز الأمنية وكأنها جعلت لحراستهم
من يوقف بنت الوزير و ولد لفشوش و صاحب المرسديس اخر صيحة؛ والمرقمة بالعلامة الحمراء ؟
لا تصرخي يا فاطمة
حين تفتح الحدود سألحق بالمهاجرين فلا مكان للبسطاء أمثالنا بين ندماء الليل
وسيعز علينا الوطن
فاطمة : هنا عكس هناك من يغلط يدفع الثمن
الحسين: وهنا أيضا من يغلط يدفع الثمن ومن يسرق يدفع الثمن ومن يضبط متلبسا برشوة أو سكر يدفع الثمن
حتى الخونة للوطن ومغتصبي البراءة يدفعون الثمن
فينعمون بالافراج والحرية
لأنهم يا فاطمة يملكون ما يقدمونه ثمنا لكل شيء ولكل غلط..
وفي الوطن يوجد من لا يملك ثمن لتر حليب أو خبزة ولا ثمن الدواء وحين يصرخ من الجوع يعتبر صراخه تنديدا وغلطا فيدفع الثمن؛ حياته وراء القضبان
اسكتي يا فاطمة فاني لا أملك الثمن وصحتي لا تقوى على الرطوبة سأجاور بنت معاليه ربما تناولني كأس شاي معشوشب؛ وبعضا من ما كانت تقطع به
فاطمة: إنهم لا يطبقون الحجر وينشرون الوباء في الحانات وفي الطرقات وبين الناس خفافيش الليل
الحسين: لقد دنسوا الوطن بسفاهتهم ومُروقِهم وزجوا بالأبرياء إلى المعتقل وقدموا فيهم التقرير المفتعل
مصطفى الشاعر: ابنت وزير غدت بنت الليل..!؟
الحسين: احفظ عنك لسانك
واعلم أيها الشاعر أن الليل للأثرياء والنهار للفقراء وكل يحشر مع من يحب يا مصطفى احذر من ردة فعلهم؛ إنهم الأقوياء
عبد السلام: إن الخمر ينمي الخيال فناولني كأسي فما أعذبه وفي الجنة أنهار من خمر ولبن اعدت لمن لم يتذوقها مع مخمري الليل
الحسين: حين غرغرت بطنها
من فرط الويسكي الذي ذهب بعقلها
ضربته على أم رأسه فشجت حاجبه وقالت له ردها علي إن استطعت وأنا بنت الأكرمين
الناذل: كان الكومبارس يمر بصينية أكواب البيرا طلب النديم من نديمته أن ترقص على أطراف أصابعها نظرت إليه باسخفاف وضربته على أم رأسه لم يفق إلا بين يد المحقق.
فاطمة: السكرانة لم تقبل بعدالة الرقص أمام الجميع واعتبرت طلب سميرها إهانة وليس من تنمية العقل في شيء
(تدخل احداهن وقد ملات القاعة ضحكا )
أم جميل : ايها السادة انا محرجة منكم ساخبركم عن غرغري او لا تغرغري والتي جعلتني اميل الى قائلها واصوت عليه
غرغري أول مرة سمعتها من فم سياسي قال رواها عن عمر بن الخطاب الصحابي الجليل
وحين وصل إلى سدة الحكم لم يعد يذكرها ادركت الآن أن بطونهم تغرغر من اكل السمن والعسل وعصير العنب
اما نحن البلداء فبطوننا تغرغر من الخواء والهواء والهراء
الشاعر : استحمرونا واستبلدوا الشعب ألا ساء ما فعلوا بنا
الحسين: اسمعنا يا مصطفى هجاء فيهم