بحت الحناجر وارتفع الضغط والأمر زاد عن حده وأصبح الرجال كالنساء قابعين في البيوت لا لحم ولا بصل ولا قديد
قال الصغير أريد رشفة من حليب وقالت البنت لا شيء نطبخه يا أبي
دس الرجل وجهه بين راحتيه وبكى من غبنه وقلة حيلته
واختار الولد الشاب الهجرة عبر قوارب الموت لتحقيق نمط عيش أفضل متمنيا أن يعود ذات يوم لأرض الوطن محملا بخير وفير ويساهم في تنمية وطنه وإخراج عائلته من الضائقة التي يعيشون فيها.
ناشد المنتخبون وممثلوا الأمة أن يعملوا لحل مشاكل المستضعفين وقد قهرهم الارتفاع الصاروخي في أثمان المواد الاستهلاكية ، وفي ثمن المحروقات، وعوض الرد عليه تمت مساءلته واتهامهه بالتزوير والتحريض على الفتنة
وبخصوص الاصلاحات لا أحد يحرك ساكنا أو يسمع لأنين المقهورين، أو يمسح دموع المواطنين، لتتسع الهوة وتنعدم الثقة بين الحاكم والمحكوم وترتفع الصرخات وتزيد حدة التظاهرات والشعارات التي قد تسيء لمؤسسات البلاد من طرف الهيئات والمنظمات الحكومية والشبه الحكومية الأوربية والدولية، والأمر يستوجب النهوض بحقوق الإنسان وبالرقي بمجالات التنمية وتمكين المواطنين من أسباب العيش الكريم
نشأت طبقة النبلاء المتحكمة في كل المجالات واغتنت على حساب المواطن البسيط الذي لم يجد ما يبل به ريقه
فئة قليلة لا تتجاوز مئة وخمسون اسرة تمكنت من الاغتناء بفضل سياسة الريع، وقد اعتبرت دراسة ألمانية أن النظام السياسي يرتكز على ثلاثة عناصر لصناعة النخب السياسية والاقتصادية من خلال شراء الولاءات ومنح الامتيازات وسياسة الريع واعتماد الفساد كخيار استراتيجي للسلطة وأداة من ادوات الحكم ، والقضاء على الرموز التي تتوفر على الشرعية الشعبية انتهى، لتبرز الفوارق الطبقية بشكل ملحوظ وتنداس كرامة المواطن بين مخالب الجوع والتعسف والترهيب والزج به في متاهات لا يعرف اولها من ٱخرها .
فكثير من هؤلاء المتحكمين لم يكن لهم وزن اجتماعي ولا اسم يذكر وبانخراطهم في ميادين الفساد والتزوير والاتجار في الممنوعات بزغ نجمهم وارتفع شأنهم وتربعوا المناصب واغتنوا من المكاسب ولم يعد الوطن ولا المواطن همهم وداسوا على الأخضر و اليابس وزادت بذلك الفجوة بين الأغنياء والفقراء وقد دقوا على ناقوس الخطر
ونتساءل ماهو دور الاحزاب التاريخية ام البيض جمع في سلة واحدة.