ليس من يده في النار كمن يده في الحناء
خبرنا الإدارة وعرفنا إجابياتها وسلبياتها، وساهمنا بمجهودنا في تحسين خدماتها ما استطعنا لذلك سبيلا.
لكن هناك بعض الأمور قد تعترض سبيل الموظف فتضعف من اجتهاده وعزيمته ومنها:
-أن يتساوى القاعس والمجتهد في الترقية
-أن يقصى الكفء من الحوافز ومن المهام
-أن تجد حاملي الشهادات العليا في القانون والإدارة والتسيير الاعلامي في أقسام لا علاقة لهم بها كالمصادقة على الإمضاء وفي مكاتب عديمة المردودية الإدارية والتي يمكن أن يقوم بدورها حارس المبنى أو عون خدمة
-أن يتولى المهام القانونية والإدارية موظفون من حاملي الشهادات العليا في الأدب الإسباني أو إجازة في التاريخ أو إجازة في الدراسات الإسلامية وهؤلاء كان حريا بالإدارة أن تلحقهم بالمؤسسات التعليمية ذات الخصاص ليستفيد من علمهم التلاميذ ويعطون أكثر في مجال تخصصاتهم
- عدم احترام الكفاءات وتقزيم دورهم وتهميشهم
- أن تضع الإدارة بقسم التعمير مجازا في العلوم الطبيعية أو في التنقيب عن المياه الجوفية رئيسا لقسم التعمير وتسميه مهندسا
-عدم خضوع الموظف لتكوين وحتى وإن كان، فيسفيد منه المقربون من أجل الحصول على تعويض الأمر بالمهمة، ويقصى من هو في حاجة إلى المعرفة وصقل مداركه
وكثيرة هي النواقص وأشدها وقعا؛ حين يضرب في معلوماته من طرف بعض الأعضاء ممن لا علاقة لهم بتسيير الشأن العام ولا يفقهون في القانون ولا في الإدارة
والأَمَرُّ والأنكى التستر على الأشباح الحقيقين من أقرباء وأصهار وأصدقاء الأعضاء والمنتمين لحزب الرئيس السياسي.
ومن الطرائف الغربية والمضحكة، والتي علمتني حكمة بليغة سنتعرض إليها في الحلقات القادمة، ونذكرها هنا بإيجاز
كنت أقوم مقام الكاتب العام بالنيابة لشغور منصبه ومتتبع لمقرارات المجلس ورئيسا للكتابة الخاصة، وأنا بمكتب الرئيس أناقش مع النائب الثاني شؤون إدارية وكان رجلا كبيرا في السن ويتسم بالوقار والتجربة وصاحب نكتة ويعتبر من قيدومي المنتخبين ومهاب الجانب، وإذا بهاتف المكتب يرن فأخذت السماعة - ألو السلام عليكم ديوان رئيس المجلس معكم مرحبا
- ألو ياك لباس
- ياك اللآ خير خير
- معاك كموس ولد بيه
- مرحبا سيدي أهلا وسهلا ، طلباتك، نحن في الخدمة
- سبق واتصلت بالادارة من أجل شهادة العمل وبيان الالتزامات وسألت هل تمت ترقيتي أم لا ولم أتلق جوابا !؟
- سيدي هل أنت موظف بالجماعة معذرة لا اعرفك !
- سأحملك المسؤولية وأتخذ معك الاجراءات هذا شيء لا يطاق، كيف تقول لي لا أعرفك
- ممكن أتشرف بمعرفتك
- أتكلم معك من الصحراء وأنا موظف بالجماعة منذ أكثر من عقد من الزمن
*اِسمع يا أخي أنا صحراوي مثلك ومن قلب الصحراء الشرقية المغربية المغتصبة من طرف الجزائر أعداء وحدتنا الترابية وقد تركت واحاتي ونخلي وجمالي ونوقي ومراتعي وأرضي من أجل أن أعيش في كنف مولانا أمير المؤمنين ودرست في وطني المغرب وعملت به مساهما في تنميته بلادي شأني شأن جميع ابناء الشعب من غير اي امتياز..
نزع نائب الرئيس السيد بوطاهر السماعة من يدي وتحدث إلى ولد بيه بكل أدب واحترام وقال له سأعطي التعلمات من أجل أن يُنجز لك ما طلبت؛ بلغ تحياتي لأهلنا بالصحراء
أصر ولد بيه أن يتحدث إلي مرة أخرى
-ألو لعموم ياك لباس
*والو باس
ياك اللا خير خير
-ياك صافية لبن مرحبا بوليد عمي بالعيون
*الله يسلمك وليد عمي؛ وسلم على أبناء عمومتنا بزاوية الشيخ ماء العينين تغمده الله بواسع رحمته
اِنقطعت المكالمة والتفت إلي الرئيس بالنيابة مبتسما قائلا: لك أن تأخذ عطلة إجازتك السنوية، ألم تحن إلى الأميرة كريمتك حفظها الله وأحفادك؟ وهو يوقع لي على شهادة مغادرة التراب الوطني قال: اعلم أن بالجماعة ثلاثة من أبناء الصحراء الجنوبية وما كنت أعلم أنك فعلا صحراوي ابا عن جد…أجبته أعطت فرنسا أرضنا إلى الجزائر؛ أي أعطى من لا يملك للذي لا يستحق ولعلمك إن مساحة هذه الأرض المغتصبة مليون ونصف كلم مربع وعدد سكانها ستة ملايين نسمة
هز رأسه متعجبا وناولني بريد المراسلة وهو يقول: عند عودتك من عملك نكمل حديثنا و في الغد كنت مع أحفادي أحكي لهم عن يوميات موظف جماعي