منح دفعة جديدة لعلاقات مغربية-إسبانية مبنية على الثقة والإرادة الثنائية لتحقيق شراكة استثنائية قوامها التعاون المثمر والثقة المتبادلة والعمل المشترك لتنمية اقتصادية لكلا البلدين. كانت هكذا، رسالة المنتدى الاقتصادي المغربي-الإسباني، التي اختتمت بالرباط. وفي كلمة ختامية لأشغال المنتدى، الذي أقيم على هامش الدورة الـ12 للاجتماع الرفيع المستوى بين مسؤولي البلدين على مدى يومي 1 و2 فبراير الجاري، أشاد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، بحضور رئيس وزراء البلد الإيبيري بيدرو سانشيز، بموقف إسبانيا الصريح والواضح تجاه المغرب والداعم لوحدته الترابية. وزاد أخنوش موضحا “العلاقات المغربية الإسبانية عميقة ووثيقة ومثالية”. واستطرد أنها “دخلت عهدا جديدا في ظل دعم الحكومة الإسبانية الحالية خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”
ووقع المغرب وإسبانيا على عدة اتفاقيات تعاون تهم عددا من المجالات، وذلك بمناسبة انعقاد الاجتماع الـ12 رفيع المستوى بين البلدين بالرباط، برئاسة كل أخنوش وسانشيز، تغطي مجموعة من المجالات، منها تدبير الهجرة والسياحة والبنيات التحتية والموارد المائية والبيئة والفلاحة والتكوين المهني والضمان الاجتماعي والنقل والحماية الصحية والبحث والتنمية.
وأكد الإعلان المشترك، الصادر عقب أشغال الدورة الـ12، أن إسبانيا تجدد موقفها بخصوص قضية الصحراء، والذي ورد في الإعلان المشترك بتاريخ 7 أبريل 2022، عقب اللقاء بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. وجاء في الإعلان المشترك ل 7 أبريل الماضي أن إسبانيا تعتبر أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل النزاع حول الصحراء.
وأكد سانشيز، أن إسبانيا تسعى إلى أن تكون مستثمرا مرجعيا للمغرب، مشيرا إلى التوقيع خلال المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني، على بروتوكول تمويل جديد بقيمة 800 مليون أورو يهم مشاريع مشتركة بالمغرب بغية تحفيز الاستثمارات في شتى القطاعات الاستراتيجية، بما يسهم في خلق الثروة وفرص العمل في البلدين. واعتبر رئيس الحكومة الإسبانية، أن الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، يمثل علامة فارقة لإسبانيا والمغرب، بحيث أنه يأتي ليرسخ هذه المرحلة الجديدة في العلاقات بين البلدين. وخلص إلى القول إن المغرب وإسبانيا أكثر من مجرد جارين، وأنهما يتطلعان إلى المستقبل برغبة مشتركة في الاستجابة للطموحات وتحقيق التوافق النهائي بين البلدين.
وقال سانشيز للصحفيين، وقد وقف بجانبه نظيره المغربي عزيز أخنوش: “تستدعي الحرب في أوكرانيا، والاضطرابات في عدة مناطق بالشمال، مسؤوليتنا المشتركة للدفاع عن نظام عالمي يستند للقواعد”.
يشار إلى أن هذه هي أول قمة مغربية-إسبانية تعقد منذ ثمانية أعوام، وتمثل أحدث دلالة علىتحسن العلاقات بين الدولتين، كما أنها تأتي في الوقت الذي تحاول فيه دول في أنحاء متفرقة من أوروبا الفوز بحلفاء في شمال أفريقيا لتعزيز إمدادات الطاقة والأمن على خلفية تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا.
وكان سانشيز وصل إلى المغرب على رأس وفد كبير للمشاركة في اجتماع وزاري ثنائي رفيع المستوى تكريساً لآلية “الشراكة الاستراتجية” بين المغرب وإسبانيا، بحسب ما أوردته وكالة أنباء المغرب العربي.
ويسعى المغرب وإسبانيا إلى تعزيز “شراكتهما الاستراتيجية” بعدما طوى البلدان صفحة أزمة دبلوماسية حادة بسبب قضية الصحراء المغربية.
وأشاد الملك محمد السادس في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسباني قبيل وصوله إلى الرباط “بالمرحلة الجديدة للشراكة الثنائية” بين الجارين، حسبما ورد في بيان للديوان الملكي.
وكان جلالة الملك قد أكد أكثر من مرة بأن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم في إشارة واضحة على أن علاقة بلاده بالدول بما فيها إسبانيا مبنية على الموقف من الملف.