بادىء ذي بدء، نبتهل الى الله العلي القدير، أن يرحم شهداء وجرحى الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، وأن يشفي الجرحى والمصابين، وأن يعين المتضررين والمشردين، ذلك الحدث الجلل الذي وصفه بعض الخبراء بالأسوء منذ ٥٠٠عام، وقد أودى بحياة أكثر من ٢٥ ألف شخص، وفقا لأحدث الاحصائيات الرسمية، وهاهي قلوبنا وعقولنا شاخصة الى السماء داعية القادر القدير أن يرأف بحال الناس في الدولتين.
ونشير هنا الى الزلزال الذي ضرب المنطقة الحدودية بين ايران والعراق في نوفمبر عام ٢٠١٧، بقوة وصلت إلى 7.3 درجة وكان مركزه مدينة حلبجة. وأودى بحياة ٤٠٠ انسان، وخلف ٧٤٠٠ مصاب في كلا البلدين.
المثل الشعبي العراقي عندنا هو (آذار أبو الزلازل والأمطار)، لكثرة الرعد والبرق والأمطار في شهر اذار(مارس- ربيع الأول). وفي بلدان أخرى أمثال مقاربةمنها :
:(أُحرث في آذار لو السيل كرار، آذار.. أبو الزلازل والأمطار، بحمض اللبن وببرطع الجمل وتفتح العنقة والبنقة وببيض الشنار وأصغر الأطيار وبدفي الراعي بلا نار، اذآر أبو سبع ثلجات كبارغير الصغار, اذآر الهدار فيه الصواعق والأمطار, آذار حبل ونيسان سبل، آذار أوله سقعة وآخره نار, إن أخصبت وراها آذار.. وان أمحلت وراها اذآر, إن خلص آذار اللي عمّر عمّر واللي بار بار، إن لسّن الزيتون في آذار ولفوا لهُ الزّيار, بآذار بفتح الورد زرار زرار, برد اذآر بقص المسمار, حشيش اذآر للشطار وحشيش نيسان للكسلان, خبي فحماتك الكبار لعمك آذار, شهر آذار ساعة شميسة وساعة أمطار, العشب في آذار قد ذنين الفار).*
و للأسف فقد حصل الزلزال والأمطار بالفعل في تركيا وسوريا، وفي أيام سبقت شهر آذار. وقد قال شاعر فيهم :
ياأرحم الراحمين ارحم عبادك من
هذي الزلازل في الهلاك والعطب
ماجت بهم أرضهم حتى كأنهم
ركاب بحر مع الأنفاس تضطرب
فنصفهم هلكوا فيها ونصفهم
لمصرع السلف الماضين يرتقب
تعوضوا من مشيدات المنازل بالأكواخ
فهي قبور سقفها خشب
كأنها سفن قد أقلبت وهم
فيها فلا ملجأ منها ولاهرب
نكتفي بهذا القدر لهول ماحدث هناك، واجلالا واكبارا للضحايا في هذين البلدين المسلمين الجارين أعانهما القدير ولاحول ولاقوة الا بالله.
*بتصرف ، ديانا الحموري، أمثال شعبية قيلت في شهر آذار، طقس العرب ، ٥-٣-٢٠١٤