بقلم: سليم الهواري
في ظل الأزمة التي تمر بها العلاقات الديبلوماسية – المتوترة – بين فرنسا والمغرب …لم يفهم أي أحد الطرق البئيسة لدولة القانون – يا حسراه- فرنسا، والتي تعتمد على تمرير مواقفها المتدبدبة والغير الواضحة- عبر الصحافة الفرنسية، وكذا الاهداف الحقيقية لمثل هذا العداء في هذه الظرفية، اتجاه المملكة المغربية…
ويبدو هذا جليا من خلال – تخريجة – الصحفي جورج مالبرونو الذي تناول في تحقيق صحفي نشر في صحيفة “لوفيغارو” خبرا يفيد بتعميم القضاء البلجيكي مذكرة اعتقال في حق مسؤولين مغاربة … ونشر الصحفي الخبر كسبق في تغريدتين في “تويتر”، كما نقل الصحفي قلق الخارجية الفرنسية التي ترى في الخبر عنصرا جديدا يعرقل إعداد زيارة الرئيس ماكرون إلى المغرب- حسب المقال الموجه- و الغريب في الامر ان مقال الصحفي تجاوز احترام قواعد اخلاقيات المهنة و مارس التضليل الاعلامي، باختلاق افتراءات من قبيل ان شرط مغربي قبل تحديد الموعد يتمثل في قيام باريس بإصدار بيان صحفي ضد الجزائر….
وجاء مقال آخر في نفس السياق ،بجريدة لوموند الصادر يوم 10 فبراير الجاري، ليزكي لغة قصر الإليزيه ، الذي يحاول اللعب على خبث سياسي مفضوح، وجاء في طيات المقال ، ان فرنسا تطمأن النظام العسكري الجزائري باعتبار ان نشر المقال هو بمثابة رسالة ضغط على المغرب ، وفي نفس الوقت يرى البعض ان المقال هو عبارة عن رسالة يبعثها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، بأن لا ينتظر تغييرا في موقف باريس من الصحراء، فهي ستستمر في اعتبار الحكم الذاتي “حلا واقعيا للنزاع” دون الانتقال إلى الاعتراف بالسيادة المغربية على هذه المنطقة” التي ينازع المغرب عليها جبهة وهمية مدعومة من الجزائر.
وحتى يكتمل الأسلوب التمثيلي على أحسن وجه، للرئيس الفرنسي ماكرون، كان هذا الأخير قد عقد لقاء سريا، عبارة عن حفل غداء، جمعه مع مدراء صحف مؤثرة، (منها جريدة لوموند، و لوفيغارو، و فرنس تلي، و فرنس انتيرن ، و ب.ف.م ) وصحف أخرى وصل عددها الى (12 صحيفة)، و كان الغرض من هذا اللقاء التوجيهي إعطاء الخطوط العريضة، للتأثير على الرأي العام الفرنسي تهم القضايا الداخلية والخارجية لفرنسا…
ويرى مراقبون ان تمرير الخطاب ، عن طريق استمالة بعض الصحف والصحفيين، الذين يسخرون أقلامهم لمعاكسة المغرب ومصالحه ، هو بمثابة سيناريو طبق الأصل ، سبق وان اعتمده نظام ديكتاتوري حليف لفرنسا ، في خضم العداء المتواصل لعصابة السوء ضد المغرب، بعد انكشاف فضيحة مدوية طفت على السطح ، بتخصيص ميزانية ضخمة من أموال الشعب الجزائري ، خصصت لجماعات الضغط الإعلامية الدولية، ومنها على الخصوص، قنوات المانية معروفة منها (دويتش وال)، إضافة الى مواقع فرنسية واسبانية، بعدما حصلت جماعات الضغط الدولية على ما لا يقل عن 190 مليون دولار من الجزائر….و يكفي شهادة المسؤول العام الجديد للمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار في الجزائر، والتي تعرف باسم “أناب”، والذي كشف المستور ، وقال بالحرف في حوار صحفي، ان الاموال التي تم التلاعب فيها وصلت بلغة الارقام الى 4000 مليار سنتيم وزعت من هنا وهناك على صحف وطنية ووسائل إعلام وقنوات أجنبية..