تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جهودها الحثيثة من أجل تعميم الدعم المدرسي على مستوى إقليم النواصر، بغية المساهمة في محاربة الهدر المدرسي وتشجيع التفوق الدراسي. وتقوم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار برنامجها الرابع المتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، بتجهيز عدد من قاعات الدعم المدرسي المندمج عن بعد بالثانويات التابعة لإقليم النواصر.
ويتكون هذا المشروع الذي تبلغ قيمته الإجمالية 494 ألف و206 درهما، تأهيل القاعات المتعددة الوسائط، وتجهيز خمس قاعات (قاعة لكل ثانوية) بأدوات خاصة لتقديم دروس الدعم بواسطة الفيديو عبر تقنية التناظر المرئي، وتوفير الموارد البشرية وع د ة الدعم المدرسي، وتأدية واجبات الاشتراكات الشهرية للربط بالإنترنيت، والتتبع والتقويم.
وينقسم هذا المشروع، الذي تساهم فيه جمعية دعم مدرسة النجاح لثانوية أبو حيان التوحيدي التأهيلية (حاملة المشروع)، ومديرية وزارة التربية الوطنية بالنواصر، على خمس مراكز مرسلة بالجماعات الترابية للإقليم (الثانويات التأهيلية أبي حيان التوحيدي؛ ومحمد الزرقطوني؛ والفارابي؛ وتوفيق الحكيم؛ وابن خفاجة)، علاوة على 12 مؤسسة أخرى مستقبلة.
وخلال زيارة لقاعة الدعم المدرسي المندمج عن بعد بثانوية الفارابي التأهيلية (جماعة أولاد صالح)، بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، قال رئيس الجمعية الحاملة للمشروع، عبد العزيز مومو، إن هذا المشروع الذي يعد ثمر شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يهدف إلى تعزيز العرض التربوي بإقليم النواصر وتشجيع التفوق الدراسي للتلاميذ.
وأوضح مومو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كان لها الفضل الكبير في تمويل هذا المشروع، حيث تكلفت باقتناء الع د ة التقنية والمعلوماتية لتجهيز 17 ثانوية تأهيلية بالإقليم، ضمت خمس مراكز لإرسال الدروس المصورة عن بعد، و12 مركز استقبال بمختلف الجماعات الترابية التابعة للإقليم.
وأكد أنه لولا دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما كان لهذا المشروع أن يرى النور، مشيدا بمواكبة المبادرة لكل مراحل المشروع من تخطيط وتمويل وتنفيذ.
وسجل أن انطلاقة المشروع صادفت بداية جائحة كورونا، مما مكن من ضمان الاستمرارية البيداغوجية للمؤسسات التعليمية بالإقليم، وتصوير أزيد من 300 كبسولة تربوية تم بثها على القنوات التلفزية العمومية.
من جانبه، أعرب مدير ثانوية الفارابي التأهيلية، محمد العامري، عن فخره واعتزازه باحتضان مؤسسته لقاعة للدعم المدرسي المندمج عن بعد، مؤكدا أن هذا المشروع النموذجي مكن من ضمان استمرار الزمن المدرسي لعموم التلاميذ طيلة مدة الحجر الصحي، كما مكنهم من مواصلة تعليمهم في ظروف مناسبة.
وبعد أن نوه بجهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إطلاق هذا المشروع، وتجهيز قاعات الدعم المدرسي بأحدث التقنيات، أشار السيد العامري إلى أن المشروع مكن من تسجيل تحسن ملحوظ في النتائج الدراسية التي حصل عليها تلاميذ المؤسسة.
من جهته، قال حاتم هشام، أستاذ مادة الاجتماعيات بثانوية الفارابي التأهيلية، الذي كان يؤمن حصة دراسية في قاعة الدعم المدرسي المندمج عن بعد، إنه نظرا لأهمية التكنولوجيا في المنظومة التعليمية، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتسليم مؤسسة الفارابي جهاز كمبيوتر وجهاز عرض (projecteur) ومجموعة من الوسائل التكنولوجية الأخرى بغية مساعدة التلاميذ على التحصيل الدراسي الجيد.
وأضاف الأستاذ أن المؤسسة استفادت كثيرا من هذا المشروع المبتكر، منوها بجهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي سهرت على إخراج مشروع قاعات الدعم المدرسي المندمج عن بعد إلى الوجود. يذكر أن البرنامج الرابع من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، يركز على تسهيل الولوج للدراسة عبر تأهيل دور الطالب والطالبة والنقل المدرسي، وتقوية الولوج إلى الدعم المدرسي بالأوساط الفقيرة والمحتاجة، وتيسير التفتح من خلال الأنشطة الموازية، وتحسيس الساكنة.