الإمارات العربية المتحدة تزرع القمح في الصحراء وتسقيه بماء البحر
تعتزم الإمارات العربية المتحدة، التي ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب28) هذا العام، إنتاج الغذاء الذي يمكن من خلاله إعادة تدوير المياه وتقليل النفايات.
وأقامت الحكومة الإماراتية مزرعة للقمح في صحراء الشارقة على مساحة 400 هكتار في منطقة مليحة عام 2022 مستخدمة تحلية مياه البحر في الري، إذ أدت الاضطرابات الناجمة عن الحرب وجائحة فيروس كورونا إلى زيادة القلق بشأن افتقار الإمارات إلى الأراضي الصالحة للزراعة. وتستخدم المزرعة الذكاء الاصطناعي والتصوير الحراري لجمع بيانات عن الطقس والتربة بهدف تنظيم معدلات الري ومراقبة النمو. ويتضمن المشروع حقولا تجريبية لنحو 35 نوعا مختلفا من القمح من جميع أنحاء العالم موزعة على هكتارين لاستكشاف مدى توافقها مع التربة والطقس الإماراتي.
وصرح رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة خليفة الطنيجي، لوكالة رويترز “ما عزز وأعطى دافعا لزراعة القمح مشكلة سلاسل الإمداد في السنوات الماضية بسبب جائحة كوفيد والحرب الروسية الأوكرانية”.
وأظهرت الأرقام الحكومية أن الإمارات استوردت 1.7 مليون طن متري من القمح في عام 2022 وبلغت حصة الشارقة 330 ألف طن. ويتوقع أن تبلغ مساهمة مزرعة مليحة حوالي 1600 طن سنويا بما يمثل خطوة نحو الطموحات الأكبر للدولة الخليجية المنتجة للنفط لزيادة الزراعة.
وستقل نسبيا تكاليف الطاقة لإنتاج 18 ألف متر مكعب من مياه البحر المُحلاة اللازمة يوميا للري مع زيادة حجم المشروع، وقال الطنيجي “ممكن تكون مشكلتنا الرئيسية في الدولة مشكلة المياه طبعا، المشكلة هذه تم التغلب عليها، نحن نحصل على مياه تحلية البحر، حتى كلفة هذه المياه، وكلفة المنتج النهائي تكون تكلفة مقربة لسعر السوق”.
وتهدف الخطة المرصودة لمزرعة مليحة، الخالية من المبيدات والمواد الكيميائية والبذور المعدلة وراثيا، إلى توسيعها إلى 1400 هكتار بحلول عام 2025 وفي نهاية المطاف إلى 1900 هكتار.