الملك محمد السادس يقدم المثال في ليبروفيل للتعاون الإفريقي
شرع الملك محمد السادس، برفقة الرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا، في تسليم تبرع بألفي طن من الأسمدة إلى جمهورية الغابون. مبادرة تعكس رؤية الملك المغربي للتنمية في إفريقيا وهي صورة ذات محتوى رمزي قوي.
والتقى الملك محمد السادس في أول زيارة رسمية له خلال العام الجاري الرئيس الغابوني في القصر الرئاسي بليبرفيل، حيث نوقشت حالة الشراكة الثنائية بين رئيسي الدولتين.
مثال على التعاون بين البلدان الأفريقية
صُنعت هذه الأسمدة في المغرب، وتتلاءم مع التربة والمحاصيل الغابونية، أنتجتها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إحدى الرواد العالميين في مجالها، وسمحت العملية للمزارعين الغابونيين بالحصول على الأسمدة عالية الجودة. وتميزت زيارة الملك محمد السادس بهذا العمل التضامني مع المزارعين الغابونيين، الذي يعد رمزيا على أكثر من صعيد.
وتجدر الإشارة إلى أن متوسط استهلاك الأسمدة في إفريقيا يبلغ 8 كيلوغرامات فقط من المغذيات لكل هكتار، وهو ما يعادل 10٪ فقط من المتوسط العالمي، بينما التزم أعضاء الإتحاد الإفريقي بزيادة مستوى استخدام الأسمدة من الدولة. المتوسط السنوي الحالي إلى ما لا يقل عن 50 كيلوغرامًا من العناصر الغذائية لكل هكتار. ولذلك فإن هذا التبرع هو خطوة نحو تنفيذ إعلان أبوجا بشأن الأسمدة لصالح الثورة الخضراء الإفريقية.
في وقت يواجه فيه العالم إلحاح أزمة الغذاء، يوضح هذا التبرع إلتزام الملك محمد السادس الراسخ بالمساهمة في إفريقيا في تحقيق أول هدفين من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمتعلقين بمحاربة الفقر والقضاء على الجوع.
علاوة على ذلك، فإن هذه الإلتفاتة الملكية تشهد على عمق الروابط الاستراتيجية التي تربط المملكة بجمهورية الغابون. ويعتبر المغرب أحد المستثمرين الرئيسيين في الغابون،بإجمالي استثمارات تقدر ب 600 مليون دولار، مما يعد مثال على التعاون الإفريقي.
علاقات أقوى من أي وقت مضى
هذه المبادرة الملكية ما هي إلا امتداد لشراكة إستراتيجية بين الرباط وليبرفيل، إلى جانب علاقات التعاون الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري، في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين.
وكان للملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه علاقات ودية مع الرئيس الراحل الحاج عمر بونغو أونديمبا، كما أن الملك محمد السادس والرئيس الغابوني الحالي يحافظان على علاقات صداقة خاصة.
ويرتبط البلدان من الناحية الاقتصادية، باتفاقيات تم توقيعها خلال الزيارات الملكية إلى الغابون في مارس 2014 ويونيو 2015. ومع ذلك، لا تزال التجارة بين المغرب والغابون محدودة نسبيًا.وبلغت في عام 2019، الصادرات المغربية إلى الغابون نحو 77 مليون دولار، فيما بلغت الواردات المغربية من الغابون نحو 9 ملايين دولار.
وأبدى الطرفان رغبتهما في الآونة الأخيرة، في تعزيز تعاونهما لا سيما خلال لقاء بين رئيس الدبلوماسية المغربية ناصر بوريطة ونظيره الغابوني الراحل ميخائيل موسى آدمو. وأكد الطرفان على الحاجة إلى تنشيط مجلس الأعمال المغربي الغابوني وتنظيم منتدى اقتصادي بهدف المشاركة في تنويع الاقتصاد الغابوني، كما يشير البيان الصحفي الصادر عن وزارة الخارجية المغربية في 8 يونيو 2022 على هامش أعمال المؤتمر الوزاري لدول إفريقيا الأطلسية.
وتجدر الإشارة إلى أن الجابون قد دعمت دائما الترشيحات المغربية لمختلف المنظمات والهيئات الدولية، بما في ذلك مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي (2022-2025) ومجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة (2028-2029). كما يشهد افتتاح القنصلية العامة للغابون في العيون في يناير 2020 على العلاقات المتميزة بين البلدين الإفريقيين والموقف المبدئي لهذا البلد الواقع في وسط إفريقيا للموقف المغربي بشأن صحراءه المسترجعة.