الناشرون المغاربة والاسبان يناقشون آفاق بناء استراتيجية العلاقة المغربية -الاسبانية
أكثر من 100 مؤسسة صحفية مغربية وإسبانية، تلتئم اليوم بالحاضرة الكبرى للصحراء المغربية، ضمنهم 20 مقاولة إعلامية إلكترونية بجهة العيون الساقية الحمراء، لمناقشة جدية استراتيجية العلاقات المغربية الاسبانية التي تشهد في هذه المرحلة زخما كبيرا وثباتا يزيدها قوة ومثانة، تحت عنوان “الجوار الطبيعي والافق الواعدة بين المغرب واسبانيا”.
وتم توقيع في هذا الملتقى الأول على اتفاقية شراكة بين فرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة العيون الساقية الحمراء وجمعية التعاون بين جزر الكناري والمغرب.
يلتقي هؤلاء إضافة إلى باحثين وخبراء في الاعلام وفي السياسة من المغرب واسبانيا في أشغال الملتقى الجهوي الأول، حول “الإعلام والمجتمع “بمدينة العيون والذي تنظمه الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، فرع جهة العيون الساقية الحمراء، الذي خص الوفود المشاركة أمس باستقبال يليق بالكبار بمطار الحسن الأول بمدينة العيون، خصصت له الصحافة الاسبانية والمغربية حيزا مهما من الاهتمام في متابعاتها الإعلامية ونشراتها الإخبارية.
وناقش الخبراء الاعلاميون الأسس الداعمة لأفق واعدة في العلاقات المغربية الاسبانية، وحتمية بناء شراكة استراتيجية أساسها الثقة والوضوح في تناول كل القضايا المشتركة فيما بين البلدين الجارين الذي يدعمهما المشترك الجمعي والتطورات السياسية الدولية التي تجعل من المغرب واسبانيا كدولتين في قارتين لهما من الأهمية الجيواستراتيجية ما يمكنهما من أن يلعبا دورا دوليا طلائعيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط وفي أوروبا وأفريقيا أيضا.
وتناولت مختلف المداخلات وأثنت على السياسة البناءة التي اتخذتها الدولة الاسبانية، وهي تغير من مجرى علاقتها مع المغرب التي كانت قد شهدت قبل سنوات قليلة توترا كبيرا، وهي تعترف بمغربية الصحراء، وأكثر من ذلك وهي تؤكد ولاتزال أهمية بناء جسور التواصل والبناء مع المملكة المغربية، خدمة لمصالح الدولتين الجارتين والشعبين الصديقية.
وفي السياق ذاته، أكد مفتاح لدى وصوله إلى مطار الحسن الأول في تصريحات متفرقة، “أن الحدث يأتي في إطار حرص الفدرالية على استغلال الدينامية المميزة التي تشهدها العلاقات الثنائية بين المملكتين المغربية والإسبانية، كما يعكس مكانة القضية الوطنية على قائمة أولويات فيدرالية الناشرين الأكثر تمثيلية للجسم الصحفي ببلادنا، عندما يتعلق الأمر بناشري الصحف وطنياً وجهويا. “
وأشار نور الدين مفتاح رئيس الفيدرالية، “أن هذه فعالية فرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة العيون الساقية الحمراء، تتزامن مع عودة الدفء الى العلاقات المغربية الإسبانية، وهذا ما يطرح علينا المسؤولية الإعلامية بالمساهمة في تمتين وتقوية هذه العلاقات الثنائية بين البلدين اللذان يشتركان الجغرافيا والتاريخ وبابين مفتوحان، اسبانيا نحو أوروبا والمغرب نحو افريقيا”.
ومن جانبه أكد رئيس الفرع الجهوي للفيدرالية بالعيون الساقية الحمراء، الحافظ ملعين أهمية الحدث الذي ينظم بشراكة مع جمعية التعاون بين جزر الكناري والمغرب، لكونه يترجم الأدوار الطلائعية التي تلعبها المقاولات الإعلامية في خلق الزخم وتنوير الرأي العام على الضفتين بالواقع التنموي والمؤهلات التي تتمتع بها الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وكان فيدرالية الناشرين قد أوضحت في بلاغ لها،” أنه من المقرر أن تحتضن العيون ندوة دولية، يومي 24و25فبراير الجاري، تنظمها بمعية فرع الفيدرالية بجهة العيون الساقية الحمراء، “حوارا إعلاميا” بين صحافيين إسبان من جزر الكناري وصحافيين مغاربة حول العلاقات المغربية الإسبانية، في مؤتمر من المقرر أن يحضره أزيد من ثمانين مشاركا من البلدين.
وأضاف المصدر ذاته أن هذا اللقاء، المنظم بشراكة مع أهم الفاعلين المؤسساتيين في الجهة، يأتي في إطار النسخة الأولى من “ملتقى الإعلام والمجتمع” التي أطلقها فرع الفيدرالية بالعيون، والتي تتزامن مع الذكرى 65 لمعركة الدشيرة وكذا الذكرى 47 لجلاء آخر جندي إسباني من الصحراء.
كما تتزامن هذه الندوة، يضيف البلاغ، مع “عودة الدفء إلى العلاقات بين الرباط ومدريد”، داعيا، في هذا السياق، إلى تمتين العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة، وقضية الوحدة الترابية للمملكة.
ومن المنتظر أن تعقد الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، على هامش فعاليات هذا الملتقى، اجتماعا لمجلسها الفيدرالي، بهدف تدارس مستجدات الساحة الإعلامية، منها على الخصوص “مآل انتخابات المجلس الوطني، والأوضاع المادية للموارد البشرية في المقاولات الإعلامية، والعلاقة مع الشركاء المؤسساتيين” إضافة إلى قضايا تنظيمية تهم تعديلات القانون الأساسي للفيدرالية.
وخلص المصدر ذاته إلى أن الفيدرالية “التي ربطت دائما بين المهنية والاستقلالية والدفاع عن القضايا الوطنية، ستظل في الصفوف الأمامية للدفاع عن القيم الفضلى في العمل الصحفي، والمقاولات النزيهة والجادة، والموارد البشرية الكفأة والكريمة، والجدية في التعامل بين الشركاء بلا إقصاء ولا مزايدات سوريالية”.