بقلم/ الدكتور عبدالكريم الوزان
بعيدها، بحثت في كل القواميس، علني أجد كلمة تفيها حقها ومكانتها فلم أفلح. ولاعجب، فهي الأم والزوجة والأخت والإبنة. مرة ولدتني ، وأخرى شاركتني، وثالثة ترعرعت معي منذ ولادتي حتى شيخوختي، ورابعة تناديني أبي.
وفي العراق، عانت الحصار والقهر والحرمان، وقاتلت وشابهت الخنساء في عطائها وقوة شكيمتها، أما اليوم فالكثير منهن في الشتات، ومثلهن ألقين بفلذات أكبادهن بعيدا، وقطعن صلة أرحامهن، خوفا عليهم وحبا بهم.. ومجبر أخاك لابطل.
في عيدهن أحييهن تحية إكبار وإجلال، وبكل ماتحمل اسماؤهن من معاني الجدارة والقوة والصبر، تمعنوا ببعضها (تسواهن، أغلاهن، أمجاد، علياء، فداء، عفاف، أزهار، صابرين، نادرة، زاهدة، خيرية، فضيلة، دولة، خزينة، بخيتة، كميلة، حكيمة، نجيبة، شريفة، رفيعة، كريمة ، حليمة، رحمة، وداد، أحلام، ملاك، أمل، سميرة، سمر، سعاد، فائزة، كوكب، يسرى، وفاء ، شمس، قمر، ضحى، سرور، ايمان، حنان، دعاء، ثورة، قبيلة، نور، بنان، ميسم، وئام، ابتهال ، وأم السعد..) وغير ذلك كثير من معاني السمو والجمال والعفة والاصالة، مما يمثل معاني مشرقة من حياتهن، وصفحات تاريخية عن مكابدتهن لنوائب الدهر.
عراقيات
ثقافتهن بحر واشعارهن ناقوس
يدك بكل زمن صوته
ونواعيهن غزل معدان
تفرح الميت بموته
عراقيات
حزينات وحزنهن لايك عليهن
اسمهن حرز للنسوان
راية شرف معكودة
وحجيهن بلبل البستان
اذا جاس الندى خدوده
كصيبتهن تصير عگال
لشيوخ العرب وحزام
للبين نگص زوده
عراقيات
لم الله الـ ( لعد ) و ( الچا )
وخلق بيهن الحور العين
وشوف انت شكثر ترفات
الهوه اذا فكر وما فات
تلكاله اثر خطوات
عل خدين
عراقيات
جبيرتهن غلگ للبيت
لو وجت بوسطه النار
وزغيرتهن هلا معزبين
ودگ كهوة وضحك خطار
كبل جان الحصار يخاف
اذا هدن عل الكيعان
ما يلحكهن اللبلاب
ويطك الشلب مترين
اذا طاريها يمه انجاب
ومن تنشد شكو ام كلثوم
ويضم راس اللحن زرياب*
كل عام وأنت مدرستي ومجدي وفي الآخرة جنتي. كل عام بك أسعد واسمو.. لك وحدك سيدتي .. أحني لك هامتي.
*بتصرف ، فقار الكرخي ،شعر شعبي عن العراقية الأصيلة،درر العراق،٢٧/٧/٢٠١٩