أخبارالحكومة

فطريات وظروف مناخية وراء اختفاء النحل

هناك مقولة سابقة للعالم “ألبيرت إينشتاين” قالها منذ 50 عاما خلت “إذا اختفى النحل من كوكب الأرض فلن يبقى للإنسان إلا سنوات قليلة للاختفاء بعده”، وتجسدت كلماته على أرض الواقع وأصبح يهدد النحل البشرية بالفناء.

يُعد النحل حشرات اجتماعية تعيش في مجموعات منظمة، تعمل كوحدة واحدة للحفاظ على نوعها، وخدمة الأنظمة البيئية التي تعيش فيها. وتكمن أهمية النحل البري بمختلِف أنواعه في قدرته على تلقيح الأزهار، مما يشكل حجر الزاوية في تكاثر النباتات، ومن ثم الحفاظ على النظم البيئية الطبيعية وإنتاج الثمار المهمة لغذاء الإنسان والحيوان. 

وفي هذا الإطار، أجرت المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية (أونسا)، زيارات ميدانية إلى حوالي 23 ألف خلية نحل بمختلف مناطق المملكة، للبحث عن الأسباب التي أدت إلى اختفاء طوائف النحل.وأكدت “أونسا” في بيان اطلع موقع “الحدث الإفريقي” على نسخة منه، أن النتائج الأولية للزيارات الميدانية قد خلصت إلى أن “اختفاء النحل ظاهرة جديدة تشمل بعض المناطق بدرجات متفاوتة”.

وأضاف المكتب أن نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على خلايا النحل والحضنة، قد استبعدت أن يكون مرض معين وراء اختفاء النحل في بعض المناطق.وتواصل مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية إجراء التحريات والدراسات اللازمة، من أجل تحديد الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة التي تعرف أيضا بـ”انهار خلايا النحل”.

وأوضح “أونسا”، أن هذه الظاهرة قد سجلت أيضا في دول أخرى بأوروبا وأميركا وإفريقيا، حيث ارتبط ظهورها بوجود أسباب متعددة ومتداخلة بين ما هو متعلق بالظروف المناخية مثل قلة الأمطار، وبيئية كقلة الرعي، إلى جانب الظروف المرتبطة بالحالة الصحية للمناحل والطرق الوقائية المتبعة.ويتساءل الكثير من المهتمين،هل المبيدات السامة المستعملة لأغراض فلاحية كانت من الأسباب الكبرى لقتل و تهجير مئات الآلاف من النحل. بالرغم من أن العديد من المختصين ومربي النحل، أرجعوا الأمر إلى أسباب مناخية وأخرى مرتبطة بالظروف الصحية للمناحل نفسها. 

 حتى الآن لا يوجد سبب محدد لظاهرة اختفاء خلايا النحل وما يصحبها من فقد فى الإنتاج وخسارة لخلايا كانت منذ أيام تعج بعدد وفير من النحل في حالة صحية جيدة. لكن هناك عددًا من التقارير والبحوث العلمية التي تتحدث عن أسباب محتملة لهذه الظاهرة، ومنها: استخدام بعض أنواع المبيدات الحشرية -وعلى رأسها النيونيكوتينويد- التي جرى حظرها فى أوروبا بسبب تأثيرها على نحل العسل والنحل البري.

ويعتبر عث الفاروا Varroa mites من الأسباب المحتملة أيضًا، وهو طفيلي صغير يتطفل على يرقات نحل العسل ويضعفها، وقد يؤدي دورًا في تغيُّر سلوكها، ويُعَد القاتل الأساسي لنحل العسل في العالم اليوم. وأيضًا مرض النوزيما Nosema apis، ويسببه طفيل وحيد الخلية عُرف أخيرًا بأنه أحد الفطريات.

ويرجح عدد من التقارير العلمية ارتباطه بظاهرة اختفاء النحل، وصنفته وزارة الزراعة الأمريكية كأحد أبرز المتهمين بالتسبُّب فى تلك الظاهرة. وكذلك الحال مع المحاصيل المعدلة وراثيًّا، التي أصبحت أيضًا أحد المتهمين المحتملين؛ فالرحيق المعدل قد يؤثر سلبًا على سلوك الشغالات، مما قد يمنعها بطريقةٍ ما من العودة إلى خلاياها، وأيضًا ظاهرة الاحترار العالمي أو ما يُعرف بتأثير الصوبة الزراعية، وتشير إليه بعض أصابع الاتهام كمسبب لظاهرة اختفاء النحل؛ لما لدرجة الحرارة والرطوبة من تأثير واضح على تلك الحشرات.

الأمور لا تزال رمادية حتى الآن فيما يخص هذا المرض. وفي المغرب لا يختلف الوضع كثيرًا؛ فالمسببات غير معروفة، ولا توجد أية دراسات تمت لفك غموض تلك الظاهرة وما تنتجه من خسائر للنحالين والمشتغلين بالنحل حتى الآن.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button