لم يعد أحد يهتم بالٱخر، لا الوالد بما ولد ولا الصاحب بصاحبه، وكأننا في يوم القيامة؛ نفر من أبائنا وٱبنائنا وأمهاتنا، لا نفكر إلا في الخلاص من النار، ونأمل دخول الجنة والتمتع بحور العين وبما لذ وطاب من قطوف دانية وأنهار من خمر ولبن، وهذا أمر يستوجبه الموقف الرهيب وفيه لاينفع ندامة ولا وساطة ولا جاه ولا سلطة ولا مال إلا من أتى الله بقلب سليم، ويكون الجزاء من جنس العمل، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
أما في الدنيا؛ ما الذي يجبر الناس على الجفاء والهروب من بعضهم بعضا!؟ وكل يجري على صاحبه؛ من أجل سلبه متاعه أو تنغيص حياته وأخذ اللقمة من فمه، لا الغني يرق لحال الفقير ولا القوي يعطف على الضعيف، ولا المسؤول يقضي مٱرب المواطن.
تغيرت الأحوال فارتفعت الأسعار وأثمان المحروقات، واكتوى الشعب من الغلاء، وما فاز غير المضاربين والأثرياء والمنتهزين للفرص، وعم السخط والضجر بين الناس، وخرجوا للشوارع يرددون شعارات ويحملون يافطات منددة بالأوضاع المزرية، لكن من أوكل لهم الشعب مسؤولية التسيير جعلوا في ٱذانهم قطنا وكأنهم لا يسمعون، فداسوا على الأخضر واليابس، قال كبيرهم: لمن تجرأ علينا: سنعيد تربيته ونقطع دابره، وكان له ما أراد وتقوت شوكته، لا يبالي بالتعليمات الصادرة إليه، ولا إلى صراخ الجوعى بالنظر إلى الوضعية الاقتصادية الحالية ومباشرة اتخاذ الإجراءات اللٱزمة للتخفيف على المواطن.
فتفشت جريمة السرقة والنهب والتهديد بالسلاح الأبيض، و بات المواطن يخاف على نفسه وماله وأولاده وقديما قيل
الفقر كفر.
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا