أخبارجهات المملكة

الخطاب السامي أحدث تحولا عميقا في المسار التنموي لجهة الشرق

تعتبر الجهة الشرقية هي الوحيدة التي خصها الملك محمد السادس بخطاب يوم 18 مارس 2003، إذا استثنينا جهة طنجة التي حظيت بجلسة عمل ترأسها الملك خلالها لتحديد برنامج تنميتها (8 يوليوز 2002) ومنطقة الريف والحسيمة التي كانت لها نفس الحظوة (25 فبراير 2004) وجهة سوس التي تميزت هي الأخرى بجلسة لتسطير مشاريع تنميتها (15 يناير 2005) وجهة مكناس تافلالت لبحث سبل النهوض بها (25 شتنبر 2005). وأقام صاحب الجلالة بمدينة وجدة حفلين تكريمين لأبناء الجهة الشرقية، خارج مراسيم الاستقبال الرسمية.
وتمت دعوة مجموعة واسعة جدا من فعاليات الجهة، من مختلف المناطق ومختلف الشرائح، ومختلف مجالات العمل: فعاليات سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، أكاديمية، إدارية، جماعية، جمعوية، رياضية، وأعيان… تشرف الجميع بالجلوس في نفس المكان إلى جانب صاحب الجلالة، وذلك في أول يوم من وصوله، يوم الاثنين 10 مارس، ثم بعد ذلك الإستماع إلى الخطاب الملكي يوم الثلاثاء 18 مارس في إلتحام ميداني مباشر بين الملك وأبناء جهة تتحمل الكثير نتيجة موقعها الجغرافي. وعلى عكس المناطق الأخرى التي خصصت بجلسات عمل، فان جهة الشرق أفرد لها خطاب ملكي خاص، وهو ما لم يتسن لأي جهة.
كان الخطاب الملكي السياسي ليوم 18 مارس 2003 نقطة تحول أساسية في مسار الجهة الشرقية عموما ووجدة على الخصوص، لأنه سطر خارطة طريق وبرنامج عمل للتنمية الشاملة لهذه الربوع، وأصبحت الجهة بالفعل، بفضل الرعاية الملكية، تعرف دينامية حقيقية، ونهضة تنموية بكل أبعادها.
يقول صاحب الجلالة:

“وتجسيدا لعنايتنا السامية بهذه المنطقة، ذات الإمكانيات الهائلة والمؤهلات البشرية، المتميزة بالإرادة القوية والجدية في العمل، فقد قررنا اتخاذ مبادرة ملكية لتنمية الجهة الشرقية، مرتكزة على محاور أربعة تهدف إلى تحفيز الاستثمار والمقاولات الصغرى والمتوسطة للشباب، وتزويد الجهة بالتجهيزات الأساسية، وإعطاء الأولوية لمشاريع اقتصادية هامة، فضلا عن النهوض بالتربية والتأهيل وتفعيل التضامن، معتمدين آليات للتمويل والمتابعة والتقييم، في التفعيل الملموس لمبادرتنا.
وسعيا منا للتخفيف من بطالة فئات من شباب الجهة ولتوفير وسائل العمل والتشغيل الذاتي فقد قررنا أن تنطلق هذه المبادرة بتخصيص ثلاثين مليارا من السنتيمات تضاف إليها مساهمات عدة مؤسسات، لتمويل مشاريع المقاولات، وضمان القروض الممنوحة لها، على أن يقوم المركز الجهوي للاستثمار بمهمة الاشراف على هذه العملية (…).
وحرصا منا على التنمية المندمجة لهذه الجهة، فقد قررنا إحداث منطقة حرة بالناظور تضم الى جانب الميناء مناطق اقتصادية وتجارية وصناعية وسياحية مستهدفين من هذا المشروع الهام فتح بوابة متوسطية أمام تنمية الجهة الشرقية، فضلا عن إسهامها في النهوض بالاقتصاد الوطني وتعزيزها للمركب الضخم لطنجة المتوسط، وبذلكم ستكمل مشروعنا الاستراتيجي، الرامي إلى جعل المجال المتوسطي رافعة قوية للإقلاع التنموي الوطني، وللشراكة الاقتصادية والتفاعل الحضري”.

خطاب تاريخي كفيل بتوضيح المغزى العميق للزيارة الملكية التاريخية بامتياز تنموي، في مبادرة تدخل ضمن البعد الاستراتيجي للتنمية الذي لا يمكنه بتاتا أن يتجاهل أن المشروع التنموي الوطني لا يمكن أن يتم إلا من خلال مشاريع تنموية جهوية متوازنة لا مبرر فيها لتهميش جهات بحجة بعدها عن المركز، أما وأن المجال المتوسطي الآن قد أصبح حجر الزاوية في التنمية، فأين المركز الآن وأين الهامش؟!
وأعطى الخطاب الملكي الجواب الحقيقي.
وأحدثت القرارات الملكية التاريخية التي أعلن عنها صاحب الجلالة في ذلكم الخطاب السامي تحولا عميقا في مسارها التنموي، ومنطلقا استراتيجيا تنمويا لم تشهده الجهة من قبل، ولأنها ترتكز على تصور جديد للجهة كقطب اقتصادي. وأعطى جلالته انطلاقة مشاريع تندرج كلها في إطار مخطط شمولي يعتمد على نظرة مستقبلية قائمة على بنية تحتية في مستوى الموقع الاستراتيجي لجهة الشرق.
كان للخطاب الملكي وقع كبير في نفوس ساكنة هذه الجهة بمؤسساتها ومنظماتها وفعالياتها ومجتمعها المدني.وشكل نقطة تحول عميق في سلوكات القائمين على الشأن العام بهذه الجهة، من مسؤولين إداريين، سلطات، فاعلين اقتصاديين ونشطاء جمعويين، ومنتخبين وخاصة في مجلس جهة الشرق الملتزمة رئاسته بالمشروع الملكي التنموي.
وقد لمست دينامية حقيقية لدى بعض الشركاء وعيا بالمسؤولية وبضرورة تفعيل المشروع المجتمعي الملكي، وذلك من خلال العمل على الاقلاع الاقتصادي وتحسين الأداء الإداري والسياسي والاقتصادي، وتحقيق المسؤولية كاملة في تحقيق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالانخراط التام في المعركة ضد الفقر والفاقة والتهميش والاقصاء.
وسجل في هذا الإطار أيضا، انخراط الفاعلين الإعلاميين في هذا المشروع الكبير الذي يروم تنمية جهة الشرق، سواء تعلق الأمر بالإعلام السمعي البصري أو بالصحافة الوطنية والجهوية (منشورات إلكترونية وصحفيين ومراسلين ومصورين و…)، هذه الأخيرة التي تشهد ربما أكثر من أي جهة اخرى، نشاطا وحيوية وانخراطا في تفعيل المشروع الجهوي الملكي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button