المسجد الأعظم بالجزائر مغلق بعدما بناه الصينيون بحوالي ملياري دولار
بقلم/ مولاي عبدالسلام البوسرغيني
أخبرنا المعارض والمناضل الجزائري وليد كبير بأن المسجد الأعظم بالجزائر مغلق في وجه الجزائريين والمؤمنين عموما ، رغم حاجة الناس للتعبد بالصلاة في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك ٠ و هذا المسجد الذي أطلق عليه إسم المسجد أو الجامع الأعظم شيد في العاصمة الجزائرية وأوكل بناؤه للصينيين ، وقيل إن تشييده كلف خزينة الدولة مبلغ ملياري دولار ،(مليار و62 مليون دولار بحسب مصدر جزائري رسمي)، ويعد أكبر مسجد في الجزائر وأحد أكبر المساجد في العالم ٠ وللمرء أن يتساءل ما هو الدافع الذي حدا بالمسؤولين المعنيين السياسيين منهم. والدينيين أن يفرضوا إغلاق مسجد شيد للعبادة لا للتباهي بوجوده كمعلمة معمارية
لقد أراد الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقةالذي أمر بتشييد هذا المسجد أن يخوض منافسة شريفة تحمد له ، وقد تحقق له ذلك حتى وإن كان المسجد لا يضاهي منافسه المغربي ، أي مسجد الحسن الثاني الذي شيد في مدينة الدار البيضاءبالمغرب بأمر من الملك الحسن الثاني رحمه الله ، ليكون معلمة دينية وتاريخية تخلد فن المعمار المغربي بكل ما يمثله من تخطيط هندسي وما يبدعه الصناع والحرفيون المغاربة من روائع الفنون في مختلف المهن والحرف
ولقد ظل المرحوم الحسن الثاني وهو يتردد من حين لآخر على أوراش البناء يشرف شخصيا على عمليات التشييد، خصوصا منها ما يتصل بالزخرفة المغربيةالأصيلة بكل أنواعها ومظاهرها ٠
المساجد تشيد لتفتح للتعبد والصلاة؛
لماذا يغلق المسجد الأعظم بالجزائر أمام الناس؛
وحرمانهم من التعبد فيه ؟
ولقد تحقق لجلالته رحمه الله رغبته المزدوجة من تشييد هذه المعلمة التي أصبحت من أشهر المعالم التاريخية في المغرب ، بل وفي العالم وليس فقط في الدار البيضاء : أي رغبة جلالته في خدمة الدين الإسلامي الحنيف ، ورغبته في المحافظة على أحد مظاهر الحضارة المغربية الأصيلة ، وكان له ما أراد.
ولقد قيض الله لهذا المسجد ، مسجد الحسن الثاني ذي الوظائف المتعددة ، فئة من الرجال عرفوا كيف يدبرون الشؤون التي تتصل بالعبادة وأداء الشعائر الدينية ، وبالشؤون التي أراد الملك الحسن الثاني أن تكون متصلة بالمسجد من تكوين ثقافي ومهني لضمان تعاقب الأجيال التي تتكفل بالمحافظة على التراث المغربي الآصيل
ولقد ضاعف من قدر مسجد الحسن الثاني ما يسوده من جو التعبد خصوصا في شهر رمضان ، إذيحج إلى التعبد فيه والمساهمة في صلاة التراويح عشرات الآلاف من المصلين من الدار البيضاء ومن المدن المغربية
وينتصب مسجد الحسن الثاني بصمعته الشامخة في شاطئ المحيط الآطلسي كمعلمة عز نظيرها ، ولقد اصبح من المآثرالتي تعتز بها الدار البيضاء خاصة والمغرب عموما ، والتي لايتخلف أي وافد على مدينة الدار البيضاء من زيارتها.