لماذا تجرنا يا عبد الحكيم نوكيزة للحديث عن فلسطين ونحن نتحدث عما يجري في أوكرانيا ؟ فهل تريد من أتجنب الحديث عن مأساة أوكرانيا والتركيز فقط على فلسطين ؟
هل عجزت عن الدفاع عن موقفك المناصر للظلم الذي ترتكبه روسيا ضد شعب ودولة أوكرانيا ، وهي تحطم مدنها وتشرد شعبها ؟ أي ظلم أفظع من هذا الظلم ؟
ولماذا تجرنا للحديث عن الغرب ، ومناصرته لأوكرانيا ، وكأنك تريد لهذا البلد أن يستسلم للطغيان الروسي ولا يجد من ينصره؟
من في وسعه أن ينفي الجرائم المرتكبة في حق الشعب الأكراني ؟
لست يا أخي عبد الحكيم مؤهلا لتطالبني بقول كلمة حق ،وقد قضيت حياتي مدافعا عن القضيةالفلسطينية ٠
وأقول لك بأنني سألقى ربي مطمئنا كل الإطمئنان في هذا المجال.
وإذا كنت شخصيا اليوم الى جانب التعاون مع إسرائيل فلأن تغول حكام الجزائر وتهديدهم الصريح لوطني ووطنك المغرب قد بلغ حدا لا يطاق ، واستوجب البحث عن تحالف يردع من يتربص بالمغرب ويضمر له السوء ٠ إن هؤلاء الحكام لا يتورعون في سلوكهم العدواني ضد المغرب ، ويعتبروننا مستعمرين للصحراء التي هي جزء من ترابنا ويعمرها جزء من شعبنا
نحن الان في معركة مفتوحة مع الرجال الذين يحكمون الجزائر ، ونتعرض لعدوان يشنونه علينا بالوكالة ،ولولم نكن قد حصنا وطننا وتحالفنا مع من يناصرنا لكانواقد فعلو فينا ما يفعل الروسيون الآن في أوكرانيا ، أقرأما كتبته في هذا المجال بعد العدوان الصريح الذي شنته روسيا على الشعب الأكراني لتتأكد مما أقول ٠إنني عندما. يحدث لي تخيل إنتصار الجزائريين. علينا في الصحراء ، لا قدر الله. ، يرتعش جسدي وتأخذني قشعريرة من هول ما كنّا سنعانيه من الجزائريين ، إذا ما تذكرنا أهوال ما سمي بالعشرية السوداء التي شهدت خلاله الجزائر فظائع الحرب الأهلية التي إرتكبها الجزائريون ضد بعضهم البعض ، فماذا كانوا سيفعلون بنا لو انتصروا علينا في معركة الصحراء ؟
قضية فلسطين في القلب وفي الوجدان حتى ولو كان الفلسطينيون يحجمون عن الإعلان عن مناصرة قضية وحدتنا الترابية التي أصبحت بالنسبة لنا قضية وجود ، بل أن منهم من يناصر خصومنا وأعداءنا ، فكيف تريد مني أن أركز أهتمامي وأحصره في معركة الفلسطينيين ، وهم لايهتمون بمعركتنا التي يتوقف عليها مصير وطننا ،
فوطني قبل كل شيء وبعد كل شيء ، ومعركته يجب ان لا تحجبها أية معركة مهما تكن عدالتها
لقد تجاوزت التسعين من عمري ولا أريد لهذا الوطن العزيز على قلبي أن يمس في وحدته الترابية ، ولا في شرفه وكرامته ،فيما تبقى من حياتي سواءطال عمري أو قصر ، حسب ما كتب الله لي
وأريد أن ينعم أبنائي وأحفادي وكل المواطنين في بلدي بنعمة الأمن والسلام والإطمئنان ، ولن يتحقق ذلك إلا إذا ضمنا لوطننا أسباب المناعة والحصانة من كل عدوان
نحن في وضع لا يسمح لأي أحد من المواطنين أن يجعل أية قضية ، مهما كانت عادلة ، مقدمة على قضية وحدة ترابنا الوطني التي هي في الواقع قضية وجود.