مايزال الصراع قائما على السلطة في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي، خلف إلى حدود اليوم الإثنين أكثر من 97 قتيل.
وإلى حدود الأمس كانا النظامين العسكريين يحكمان السودان في تنسيق شامل لقضايا البلاد، بعد الانقلاب على الرئيس البشير ووضعه في السجن . فما السبب وراء حدوث هذا الشرخ في العلاقة بين الحلفاء العسكريين ، خصوصا بين دقلو والبرهان.
في هذه العجالة سنحاول أن نحلل خيوط الصراع الذي أدى إلى اندلاع هذه الاشتباكات التي عمت العديد من مناطق السودان. في الوقت الذي تدعو فيه العديد من الدول الطرفان المتصارعان إلى الارتكان إلى الحكمة والحوار من أجل فض كل الخلافات السياسية والتدبيرية بين الفريقين المتصارعين.
ما دواعي الصراع؟
شهدت السودان عملية انقلاب على الرئيس السابق في أكتوبر 2021، أدت إلى صعود قائدين لتدبير شؤون البلاد حتى تسليم السلطة إلى المدنيين بعد إجراء الانتخابات، وبعد ذلك شهدت السودان احتجاجات وانفلاتات أمنية كثيرة، استقر بعدها الوضع على أساس أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج بالبلاد من الأزمة السياسية الحالية.
وتم تنصيب مجلس السيادة لحكم السودان يرأسه كل من عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلي للبلاد، من جهة، ونائبه قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، من جهة أخرى.
إلا أن زمن الود لم يستمر بين الرئيس ونائبه، حيث كان دائما هناك سوء فهم أو اختلاف بين القائدين حول بعض القضايا المرتبطة بكيفية تسليم السلطة إلى المدنيين. وأيضا حول كيفية ضم قوات الدعم السريع التي يبلغ عددها 100 ألف عنصر، إلى الجيش وحول من سيقود هذه القوة شبه عسكرية.
من تكون قوات الدعم السريع؟
تعود أصول قوات الدعم السريع التي تشكلت في العام 2013 إلى ميليشيا الجنجويد التي قاتلت بضراوة المتمردين في دارفور. ومن هنا أخذت نفوذها، حيث سعى الجنرال دقلو إلى تأسيس قوات قوية تدخلت في صراعات في اليمن وليبيا.
إضافة إلى أنها متهمة بارتاكب انتهاكات ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك مجزرة قتل فيها أكثر من 120 متظاهرا في يونيو 2019.
وتؤكد مصادر إعلامية أنها تسيطر على بعض مناجم الذهب في السودان.ما يمنح لها قوة التواجد والضغط على قرارات الرئيس البرهان. ما دفعها إلى استعراض قوتها خارج إطار الجيش النظامي، وهو ما يراه المراقبون تهديدا للاستقرار في البلاد.
السودانيون في مفترق طرق
الصراع الجاري الأن في السودان يزيد من تأزيم الوضع السياسي والاجتماعي بالبلاد، ونظرا لحدة الاختلاف بين قائدي الجيش دقلو والبرهان ، قد يصعب معها الجلوس على طاولة الحوار، على الأقل في الأفق القريب. وهو ما يزيد الوضع تأزما ويفتح الباب على مصراعيه لظهور تحالفات وتكتلات مع هذا الطرف أو ذاك.