الصحافة الأمازيغية المتضرر الأول من المجلس الوطني للصحافة!
بقلم/ رشيد الراخا**
مساهمة في النقاش الذي خلقه تقديم، وزير الثقافة والتواصل والشباب السيد محمد المهدي بنسعيد، لمشروع قانون رقم 15.23 الذي يتعلق بإحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، للمصادقة عليه من طرف المجلس الحكومي، ليومه الخميس 13 أبريل، والذي يروم إلى وضع تصور جديد لحل الإشكاليات التي يواجهها قطاع الصحافة والنشر، بعد تعذر إجراء انتخابات لتجديد مكتب المجلس الوطني للصحافة المنتهية ولايته منذ أزيد من ستة أشهر.
وبعيدا عن النقاش والجدال الدائر حول قانونية المجلس، ومشروعية طلب لجنة مؤقتة تسيره، دعونا ندلي بدلونا في هذا الموضوع من وجهة نظرنا كصحفيين من داخل جريدة العالم الامازيغي
إن المجلس الوطني للصحافة والنشر ومنذ تأسيسه، أبان عن تمييز واضح ضد الصحافة الامازيغية وضد اللغة الأمازيغية وضد إدارة جريدتنا العالم الامازيغي وطاقمها الصحفي، الجريدة الوحيدة التي لا تزال تبحر لوحدها في هذا البحر المليء بالإكراهات والتحديات والعقبات، بعد توقف، للأسف، العشرات من العناوين التي تأسست قبلها وبعدها.
فكانت البداية مع: أولا: منعنا كل سنة، من الحصول على بطاقة الصحافة، التي نتوفر عليها منذ أكثر من 18 سنة قبل تأسيس المجلس، فكان علينا في كل موعد تقديم طلب الحصول على البطاقة أن نترافع وندلي بوثائق من طرف صندوق الضمان الاجتماعي ووثائق أخرى تبت صفتنا كمديرة للجريدة ناشرين لها ومسيرين للشركة التي تنشرها ءيدسيون ءامازيغ ذات طبيعة تضامنية SNC.
ثانيا: حرمانا من بطاقة التنقل بحجة تجاوز الكوطا المعمول بها ولم نحصل على الا هذه السنة (بطاقتين).
ثالثا: استثناء جريدتنا “العالم الامازيغي” والموقع الالكتروني “ءامضال أمازيغ” من الحملة الإشهارية التي أعطيت لكل المنابر الإعلامية الورقية والالكترونية عربية وفرنسية.
رابعا: استثناء اللغة الامازيغية من الحملة الاشهارية التي تقوم على تحسيس القراء بقراءة الصحف والجرائد، التي نشرت باللغتين العربية والفرنسية دون اللغة الرسمية للبلد الامازيغية.
خامسا: حرمان طاقمنا الصحفي، حتى من سترة الصحفيين تم توزيعها على اغلب اطقم المنابر الإعلامية الا طاقم جريدتنا.
سادسا: أنه بالرغم من أن المادة 4 من القانون المحدث للمجلس الوطني للصحافة، تتحدث عن تأليفه من واحد وعشرين (21) عضوا موزعين على النحو التالي: سبعة (7) أعضاء ينتخبهم الصحافيون المهنيون من بينهم مع مراعاة تمثيلية مختلف أصناف الصحافة والإعلام؛ سبعة (7) أعضاء ينتخبهم ناشرو الصحف. إلا أن الاعلام والصحافة الأمازيغية لم يمثلوا لا كصحفيين ولا كناشرين.
إذن بناء على ما تقدمت به أعلاه وبناء على ما تناوله بعض الزملاء الصحفيين حول انتقادهم للجنة المراد تعيينها ومدى مشروعيتها، اقترح ان يحذف هذا المجلس ويعود تسيير شؤون الصحفيين إلى وزارة الثقافة والتواصل والشباب (قطاع التواصل) كقطاع وصي محايد يجمع لم الجسم الصحفي والإعلامي بدون أيديولوجية حزبية ضيقة كما هو الحال بالنسبة للمجلس الذي يستحوذ عليه حزبين لا ثالت لهما، حزب الاتحاد الاشتراكي في شخص يونس مجاهد، وحزب الاستقلال في شخص عبد الله البقالي، الذين يتناوبان دون غيرهما من طاقات شابة نسائية ورجالية، تارة عن المجلس، وتارة أخرى عن النقابة، وكأن قطاع الصحافة والاعلام، عاقر لم يلد غيرهما.
**صحفي وناشر جريدة العالم الامازيغي