عبد الرحيم باريج/
تتمتع القارة الإفريقية بموارد طبيعية ضخمة، ويشكل معظمها عنصرا أساسيا في العديد من الصناعات الثقيلة في أوروبا والصين والولايات المتحدة وآسيا؛ إلا أن سكان معظم دول القارة لم ينعموا بأي نوع من الاستقرار الأمني أو السياسي أو الاقتصادي، إذ يعيش أكثر من 55 في المائة من السكان تحت خط الفقر؛ كما شهدت دولا مثل السودان وسيراليون وليبريا ورواندا ومالي حروبا ونزاعات أهلية استمرت عشرات السنوات وراح ضحيتها أكثر من 13 مليون قتيل وشرد بسببها نحو 33 مليونا.
وكانت الأشهر القليلة الماضية التي سبقت انعقاد القمة مليئة بالاضطرابات في معظم أنحاء إفريقيا؛ زيادة على وقوع عدة محاولات انقلابية خلال الأشهر القليلة الماضية استمرت النزاعات الداخلية في إثيوبيا والصومال وتشاد وإفريقيا الوسطى وفي عدد من بلدان شمال القارة السمراء.
ويواجه الاتحاد الإفريقي صعوبة كبيرة في التعامل مع معظم الأزمات، لأسباب لوجستية، وأخرى سياسية ترتبط بطبيعة التفاعلات الدولية مع مشكلات القارة خصوصا من جانب الصين وروسيا اللتان تستعينان في معظم الأحيان بحق النقض لوقف الكثير من القرارات في مجلس الأمن الدولي. ولا يمتلك الاتحاد الإفريقي الآليات المناسبة التي تمكنه من حسم القضايا المزمنة التي اقعدت بلدان القارة لعقود طويلة من الزمان وزادت من الاضطرابات ومعدلات الفقر في أوساط السكان.
واستحوذت ظاهرة الانقلابات المتكررة، إضافة إلى الأزمات الداخلية في إثيوبيا والصومال، والأزمات البينية الحدودية بين عدد من بلدان القارة، ومسالتي الأمن الغذائي والإرهاب، على طاولة نقاشات القمة الخامسة والثلاثون للاتحاد الإفريقي التي انعقدت أصلا وسط أجواء مشحونة بالأزمات في معظم أنحاء القارة التي عانت كثيرا من حالة عدم الاستقرار.
وهيمنت على أجندة القمة ظاهرة الانقلابات المتكررة والتي بلغت أكثر من 200 محاولة خلال العقود ال6 الماضية معظمها نجح في السيطرة على الحكم.
وعرفت الجلسات التمهيدية مناقشات مستفيضة حول سبل استئصال الفقر الذي يغطي جزء واسع من الرقعة السكانية بالقارة، ومشكلة انعدام الأمن الغذائي التي يعاني منها معظم سكان القارة في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنحو 40 في المئة عن المعدل العالمي استنادا إلى مستويات المداخيل المتدنية.