بقلم / الدكتور عبدالكريم الوزان
الحيل يعني هنا القوة والصحة والشباب.
كلمات فاضل لفته والحان عباس ضاري وغناء الفنان الكبير حسين نعمة:
بين عليه الكبر والحيل راح الحيل
بالغربه ضاع العمر ومساهر وي الليل
لا هلي ولا صحبتي .. ضليت انا بغربتي
حكي من اصب دمعتي واصرخ واصيح الويل
البارحة بالحلم جن لهلي رديت
ما بين ناسي كعدت جن سولفت وابجيت
ريت الحلم ما كضه..ريت انا مافزيت
ضاع العمر غربه..كلمن مشه بدربه
بين عليه الكبر..واشتاكت عيوني
وين الاحبهم جنت ..وجانو يحبوني
من كثر صب الدمع ماظن يعرفوني
من كثر صب الدمع مو راحن عيوني
دنيا وعلي صعبه ..كلمن مشه بدربه
حكي من اصب دمعتي..واصرخ واصيح الويل
بلاشك من حق الانسان ان يفتخر ويعتز بوطنه وبأهله وأحبته. وتُنكأ جراحه حينما يعيش في ظل ظروف اجتماعية صعبة وقاسية كالغربة والاغتراب والفراق والهجرة والارتحال وقطع صلة أرحامه.
والعراق من ضمن بلدان عديدة تلوع أهلها ، بسبب ماحاق بهم من ضيم وحيف ، ومالحق بهم من ويلات ، وبخاصة بعد غزو بلادهم من قبل (أشراف روما)!!، ومن ماثلهم في الداخل والخارج.
لكن السؤال هنا وجميعنا يعلم ان تقدم السن وتراجع الوضع الصحي والسلامة الفكرية والبدنية ، وأن تصبح نسيا منسيا، مسألة طبيعية وحتمية وقدرية مشهودة ،أقول: السؤال هو من خلال محاسبة أنفسنا : ما الذي قدمناه في دنيانا ولآخرتنا، طالما (نولول) ونترقب الفناء وبلاء الجسد؟. ما الذي سنتركه من علم وقيم ومآثر لمن عاصرنا ، ولمن سيبقى حيا بعد رحيلنا ؟.
بتقديري العمل الصالح ، ومنه الاخلاص للوطن وعدم خيانته، والتضحية في سبيل كرامة واسعاد وسلامة أبناء شعبه، هو الدين والدين (بفتح الدال). وهنا يتحقق الاطمئنان والسكينة للنفس. عندها لن يتشقق النسيج الاجتماعي، ولن تكون هناك غربة في الشتات، ولا حتى اغتراب. وبذلك تتحقق الحياة الحرة الكريمة، ونرضى بأقدارنا، وبما قسم الرحمن الباقي لنا، ولن نأبه لمن يردد على أسماعنا:
بين علي الكبر والحيل راح الحيل!!.