بقلم/ الدكتور علي أحمد جاد بدر **
كثيراً ما نحن للحديث عن الماضى… لماذا؟
لنتعلم ونخطط للمستقبل…
كانت مصر والسودان دولة واحدة .
وهذا يعني أنها محاطة بالبحر الأحمر من جهة والبحر المتوسط من جهة آخري كما أنها تملك قناة السويس وهي من أهم الممرات المائية في العالم.
وهذا يعنى مساحة من الأرض تبلغ 3500كم2 تقريباً.
ويعني أيضاً أنها تملك الذهب بكثافة في الجنوب ( السودان الآن).
والذهب في الشمال ( ج.م.ع الآن).
والبترول في الجنوب ( جنوب السودان الآن).
والغاز والبترول في الشمال (ج.م.ع الآن).
وهذا يعني أنها تملك أكثر من ثلث آثار العالم.
وهذا يعني أنها تملك 275 مليون فدان صالحة للزراعة أى ما يكفى لسد احتياجات أكثر من مليار شخص.
وهذا يؤدى إلى جيش قوى – حكومة قوية – نظام تعليمي متميز- اقتصاد قوي.
وهذا يعني أن دولة وادى النيل كانت تملك كل عناصر القدرة ( القوة الصلبة – الاقتصاد – القوى الناعمة).
وإذا كانت دولة وادى النيل تملك عناصر القدرة فهل كان بوسع الدول الآخرى أن تتدخل فيها ؟ فضلاً عن الاستيلاء على الذهب والمعادن والمواد الخام الآخرى؟!
بل هل كان بوسع أثيوبيا أن تبني سداً على النيل الأزرق قبل أن تسمح دولة وادى النيل؟!
فما الذى حدث؟
احتلت بريطانيا العظمى وادى النيل ضمن خطتها الاستعمارية في العالم ولما أرادت الجلاء اشترطت على مصر أن تمنح السودان حق تقرير المصير .
وحق تقرير المصير هي كلمة السر في الانفصال.
ولقد كان الزعيم السودانى الأصل اسماعيل الأزهرى يدرك خطورة الانفصال علي شعب وادى النيل فقاومه بكل ما يملك إلا أن الانفصال قد وقع وقسمت مصر الكبرى إلى مصر والسودان ثم قسمت السودان مرة آخرى لتكون السودان الشمالى وجنوب السودان وهناك محاولة جديدة لتقسيم جديد داخل السودان وسلسلة التقسيم لن تنتهي ما لم نفطن إلى ما يحاك بنا وندرك كيف نحقق مصالحنا وأين تكون .
ولذا كان من الواجب علينا أن نصرخ في شعب وادى النيل.
ابحثوا عن مصالحكم.
استردوا قوتكم.
انهضوا بإقتصادكم.
وتقدموا بأمتكم.
واعلموا أن المدخل الطبيعي لذلك كله هو وحدة وادى النيل(السودان الشمالى – وجنوب السودان –وجمهورية مصر العربية ) حتى ولو كان ذلك في أدني درجات الاتحاد في صيغة أشبه بالاتحاد الأوروبي حيث لكل اقليم حاكمه إلا أن الاقتصاد متكامل والجيش متكامل والتعليم والثقافة متكاملة والطرق مفتوحة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب هذا هو السبيل للحفاظ على كينونة شعب وادى النيل والنهوض به وبناء سد منيع طبيعي لعدم التدخل في أرضه وسمائه فإنقذوا أنفسكم وأبنائكم قبل فوات الآوان فلن يرحمكم التاريخ ولن ترحمكم الأجيال القادمة.
**مدير المركز الأفريقي للبحوث والدراسات الاستراتيجية